رئيس القطاع السياسي لحزب الأمة فتحي حسن في حوار مع (الأحداث): هذه (…) هي الصخرة الصلبة التي ستتكسر أمامها مؤامرات غزو السودان ومحاولة تفكيك جيشه
رئيس القطاع السياسي لحزب الأمة فتحي حسن في حوار مع (الأحداث)
إعلان نيروبي مزايدة وحمدوك شخصية مغمورة
هذه (…) هي الصخرة الصلبة التي ستتكسر أمامها مؤامرات غزو السودان ومحاولة تفكيك جيشه
خلافات (تقدم) دفعت حمدوك للتوقيع على إعلان نيروبي بصفته الشخصية
قيادات الأمة القومي نسيت الاتفاق الإطاري والتهديد لمخالفيهم
عبدالواحد نور لا صلة له بقواته والحلو تجاوز أبناء النوبة
تطورات متسارعة تشهدها الساحة السودانية عسكرية وسياسية ما بين المعارك الدائرة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع وتوجه الأنظار نحو الفاشر مروراً بإعلان نيروبي الموقع بين عبدالله حمدوك- عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور ومقاطعة مكونات بارزة داخل (تقدم) المؤتمر التأسيسي للتنسيقية وقضايا أخرى وضعتها (الأحداث) على طاولة رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة (جناح مبارك الفاضل) فتحي حسن عثمان وخرجت بالإفادات التالية.
حوار – آية إبراهيم
بدءً نتحدث عن مقاطعة مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية (تقدم)؟
(تقدم) التي عمادها حزب الأمة القومي وبعض أحزاب لافتات تشهد حالة من التشظي، الخلافات والتباينات وسط مكونات (تقدم) هي التي دفعت حمدوك للتوقيع بصفته الشخصية، كما أن الأمة القومي يعيش خلافات عميقة حول علاقته بالتنسيقية وتمثيله فيها والخلاف حول التوقيع على إعلان سياسي مع مليشيا الدعم السريع والدعوات الانتقائية لحضور المؤتمرات فتيار الواثق البرير وصديق الصادق المهدي اختطف قرار الحزب على حسب ماورد في بيانات مجموعة الإصلاح المؤسسي.
بالحديث عن حزب الأمة القومي كيف تنظرون لموقفه منذ بدء التمرد؟
حزب الأمة القومي اتخذ موقف الحياد عند إندلاع التمرد ونسيت قيادته أنها هي وآخرين انخرطوا في توقيع الاتفاق الإطاري وهددوا وتوعدوا مخالفيهم وتولد لديهم إحساس بالقدرة على هندسة العملية السياسية في السودان خلال الفترة الانتقالية.
كيف ذلك؟
وقفوا ضد فتح الاتفاق الإطاري للتوقيع عليه من جانب الآخرين واستصحاب ملاحظاتهم ونسيت قيادة حزب الأمة القومي أن السودان بلد ليست فيه أسرار فالسيارات والأموال حركتها مرصودة تماماً.. موقف الحياد لم يكن حزب الأمة القومي مؤهلاً له.
ماذا تعني بحديثك؟
في ظل غياب الإمام الراحل الصادق المهدي الرجل الذي يمتلك كاريزما ويحترمه أهل السودان وله نضالات وتضحيات نختلف أو نتفق معه فهو كبير أهل السودان وفوق هذا وذاك يمتلك الراحل القدرة السياسية والفكرية التي تؤهله لأن يكون محايداً ووسيط مقبول فمن من الموجودين يمتلك هذه المؤهلات؟ الإجابة معلومة.
تطورات الأحداث بالبلاد تمضي بشكل متسارع كيف تنظرون لها ؟
الأحداث إيقاعها متسارع هذه حقيقة لأهمية مايجري داخل السودان وتأثيره الإقليمي والدولي، القوى السياسية والاجتماعية عقدت اجتماعاً مهماً في القاهرة ووقعت على ميثاق السودان لإدارة وتأسيس الفترة الانتقالية أبرز ماجاء فيه من جوانب سياسية هو قيام مؤتمر للحوار السوداني- السوداني لا يسيطر عليه أحد ولا يستقصي منه أحد إلا أولئك الذين يواجهون تهماً جنائية والتأمين على منبر جدة كمنبر وحيد للتعاطي مع ما تم من اتفاق حوله فيما يختص بحماية المدنيين وإيصال الإغاثة وإخلاء بيوت المواطنين وكافة الأعيان المدنية واختفاء أي مظهر عسكري على الطرق العامة فتوقيع القوى السياسية والاجتماعية وتوحدها خلف هذا الميثاق متزامناً مع تقدم القوات المسلحة وكافة القوات النظامية وامتلاكها لزمام المبادرة في كافة المحاور وتوسع المقاومة الشعبية والتفاف أهل السودان حول الجيش السوداني هو الصخرة الصلبة التي ستتكسر أمامها كافة مؤامرات غزو السودان ومحاولة تفكيكك جيشه وإحلال جيش المليشيات مكانه ونهب ثرواته.
إعلان نيروبي الذي وقع بين حمدوك، الحلو وعبدالواحد محمد نور ماذا تعليقكم عليه؟
من الناحية السياسية ما ورد في الإعلان هو ذات الشعارات وذات المطالب التي ظل يرفعها هذا الثالوث مثل علمانية الدولة السودانية وفصل الدين عنها إلى الحديث عن تكوين جيش جديد بديل للقوات المسلحة السودانية.. هذه القضايا هي قضايا خلافية ومؤجل البت فيها للمؤتمر الدستوري ومعلوم بداهة أن الذي يختلف حوله يطرح للاستفتاء حوله من جانب أهل السودان الذين لم يمنحوا أحد تفويضاً ليطبق لهم العلمانية أو خلافها فإننا ننصح هؤلاء الثلاثي أن يتبنوا مايرونه من رؤى ويطرحونه لأهل السودان عبر برنامجهم الانتخابي فإذا نالوا ثقة أهل السودان فلا مانع، أما الآن فالأمر لا يخرج عن كونه مزايدة سياسية.
لنتحدث تفصيلاً عن من وقعوا في الإعلان؟
حمدوك شخص مغمور حملته الصدفة وبعض التدابير الخارجية ليكون رئيساً للوزراء ولحداثة تجربته السياسية تقدم باستقالته نتيجة لضغوط سياسية من شلة أديس أبابا فهو كان متفقاً مع العسكريين على إجراءات 25 أكتوبر 2022 فهو فاقد للسند الجماهيري والعمق الشعبي.. عبدالعزيز الحلو هو الآخر تجاوز أبناء النوبة قيادته في كثير من المعارك وقاتلوا إلى جانب الجيش ضد مليشيا الدعم السريع في جنوب كردفان، أما عبدالواحد محمد النور فلا صلة له بقواته الآن في دارفور فيوسف كارجاكوا وقدورة يقاتلون في الفاشر إلى جانب الجيش وقوات حركات الكفاح المسلح فلا قيمة مضافة سيحققها هذا التوقيع إلا تسديد فواتير برعاية الرئيس الكيني وليم روتو تسدد للكفيل والممول للحرب في السودان.
مقتل ملازم أول (م) محمد صديق على يد مليشيا الدعم السريع أثارت جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية ماتعليقكم؟
استشهاد الملازم أول محمد صديق أثار موجة عارمة من التعاطف لكون محمد صديق عليه الرحمة والمغفرة كان صاحب حضور قوي إبان ثورة ديسمبر المجيدة وهو أحد أيقوناتها من جانب العسكريين فكان له حضور قوي وسط الثوار وهو صاحب مقولة الرهيفة التنقد والشهيد بإذن الله تعالى رجل صادق في كافة مواقفه والدليل على ذلك هو تلبيته للنداء للاستنفار فلم تمنعه مراراته الشخصية وإحالته إلى المعاش بحسب القوانين المنظمة للقوات المسلحة السودانية من تلبية النداء ما يؤكد صدقه وتسامحه مع نفسه وملابسات اغتياله بعد أن تم أسره قوانين الحرب تمنع قتل الأسير وفوق هذا وذاك نشرت فيديوهات تم تداولها أنه تعرض للتعذيب والإذلال بضربه كف على خده وتعتبر هذه في أعراف أهل السودان إهانة للرجل هذا التعاطف يؤكد حقيقة أنه عاش واستشهد من أجل الدفاع عن السودان شأنه شأن عبد الفضيل الماظ مع اختلاف الظروف والملابسات.
مازالت الأنظار تتجه نحو معركة الفاشر ماتعليقكم وهل يمكن أن تغير المعركة مسار مجريات الأحداث بالبلاد؟
مليشيا الدعم السريع وحلفاء الداخل والخارج يخططون للخطة [ب] وهي احتلال الفاشر والمساومة بها على طاولة التفاوض.. التجربة مع مليشيا الدعم السريع في احتلالها لمدن دارفور وولايات جنوب وغرب دارفور وأجزاء من ولاية الجزيرة لم تستطع إقامة سلطة مدنية على الأرض على سبيل المثال في جنوب دارفور وحاضرتها نيالا عينت إسماعيل يحيى على رأس السلطة المدنية فلم يستطع تسيير دولاب العمل داخل الولاية لأن المواطنين ببساطة شديدة يفرون من أماكن سيطرة المليشيا إلى الأماكن التي يسيطر عليها الجيش أو الأماكن التي لم تصلها المليشيا وفوق هذا وذاك إدارة وتدوير الخدمة المدنية وتأمين حياة المواطنين والفصل في نزاعاتهم ليس بالأمر السهل فهو أكبر بكثير من قدرات المليشيا هذا الدور لا يتناسب مع قدراتها وتأهيلها، المليشيا لها ميدان تتفوق فيه وتمتلك القدرات في تفوقها وتأهيلها الواضح في القتل والسلب والنهب واغتصاب حرائر السودان هذا من ناحية، من الناحية العسكرية مايدور في ميدان المعركة زمام المبادرة بيد القوات المسلحة السودانية والمقاومة الشعبية وجيوش حركات الكفاح المسلح، الفاشر تعني الكثير لمكونات دارفور الاجتماعية بالذات للمجموعات الغير عربية (الفور والزغاوة والبرتي والبرقد والتاما) الذي حدث للمساليت في الجنينة، أهل الفاشر لن يسمحوا بتكراره في الفاشر لذلك معركة الفاشر تعتبر معركة فاصلة بمعنى الكلمة وإنشاء الله ستكون قاصمة ظهر بالنسبة للمليشيا وستغير مجرى الأحداث بالبلاد.
بيان الاتحاد الأوروبي الأخير ومساواة الجيش بالمليشيا بشأن معركة الفاشر كيف تردون عليه؟
بيانات الاتحاد الأوروبي منذ بداية الحرب لم تقم بإدانة الانتهاكات من جانب مليشيا الدعم السريع مع الوضع في الاعتبار أن سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم تعرض للضرب ونهبت منه أموال فى أول أيام الحرب فلم يصرح بما حدث له وتعرضت معظم سفارات الاتحاد الأوروبي للنهب والسلب والسرقة ولم يدين الاتحاد الأوروبي هذه الانتهاكات الواضحة في إطار انحيازه الواضح والمفضوح خلف مليشيا الدعم السريع، فبيان الاتحاد الأوروبي غير موضوعي ناحية مساواة الجيش السوداني بمجموعة تمردت عليه وغير موضوعي من ناحية أن الفاشر ظلت بيد الجيش وتحت سيطرته فهناك طرف ظل يهاجم المدينة ويريد احتلالها بالقصف العشوائي وإطلاق الرصاص بصورة عشوائية على المواطنين، الاتحاد الأوروبي لكي يكون موضوعياً كان عليه تحذير الطرف المهاجم لا الطرف المدافع، عملية مساواة الجيش بالمليشيا أمر غير موضوعي شكلاً ومضموناً وهو أمر مرفوض بالنسبة لنا في حزب الأمة، والاتحاد الأوروبي عليه السير في ذات الطريق الذي باعد بينه وبين الرباعية والذي تمخض عنه سمنار القوى المدنية السودانية بالتزامن مع المؤتمر الدولي الإنساني للسودان ودول جواره الذي عرف بمؤتمر باريس والذي جمع للمرة الأولى بين أعضاء مختلف القوى السياسية والاجتماعية في السودان.
التحركات الخارجية بشكل عام تجاه الأزمة السودانية كيف تنظرون لها؟
على أهل السودان الخروج من التفكير العاطفي، العلاقات الدولية والإقليمية قائمة على أساس المصالح المشتركة بغض النظر عن طبيعة المصالح إقتصادية أو ثقافية أو أمنية، الحديث العاطفي عن الإخوة وروابط الدم والثقافة أمور لا تؤهلنا لإقامة علاقات خارجية ينتج عنها النفع والخير لشعب السودان، الحرب درس يجب أن نخرج منه برؤية واضحة فكل جيران السودان لهم مصالح مشتركة مع السودان منهم من يسعى لتحقيق مصالحه معنا عبر الوسائل الدبلوماسية ومنهم من أخذه الطمع للتفكير في أخذ موارد وثروات البلاد بالقوة وبدعم بندقية مليشيا الدعم السريع، السودان يتعرض لمؤامرة وغزو أجنبي تم الترتيب له بصورة دقيقة عبر سيناريو استيلاء مليشيا الدعم السريع على السلطة عبر الانقلاب العسكري بغطاء سياسي من جماعة الحرية والتغيير، هذا السيناريو أفشله الصمود الأسطوري لقوات حرس القائد العام للقوات المسلحة الذي حال دون اغتيال القائد العام أو أسره ففشلت الخطة الرئيسية والآن يعملون على الخطة (ب) وهي احتلال الفاشر والمساومة بها، نحن ننظر ناحية التفاف جميع القوى السياسية الوطنية والشعب السوداني خلف القوات المسلحة وجيوش حركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية هؤلاء هم خط الدفاع الصلب الذي يمنع إنهيار السودان أما بالنسبة للنظر ناحية التحركات الخارجية نحن مع الحوار مع جميع الذين لهم صلة بما يدور في بلادنا ونقول أن الحل هو سوداني – سوداني لا يقصى منه أحد ولا يهيمن عليه أحد.