رحم الله الفنان الكبير صاحب المشروع الفني الطموح الدكتور عبدالقادر سالم.والذي بفقده فقدت الموسيقى السودانية علمآ من اعلامها البارزة حيث اسهم فيها باضافات فنية نوعية استند فيها على مستودع السودان الفلكلوري الذي تكون عبر القرون حيث نهل من ذلك المستودع انغاما سودانية أصيلة تمثل هويتنا الموسيقية بكل خصوصيتها الافريقية والعربية.
لقد فقدنا فنانآ متميزآ وباحثآ حصيفآ وأستاذآ متمكنآ قدم عصارة فنه وجهده وترك لنا ارثآ فنيآ ثمينآ لنغمة السودان الخماسية التي أضاف اليها أبعادا تراثية ومصطلحات جديدة لقاموس الموسيقى من خلال انتاجه الغنائي الذي حقق نجاحآ غير مسبوق في ذائقة المتلقي السوداني بل في الذائقة الموسيقية العالمية العريضة، فقد كان سفيرآ للاغنية السودانية التي نشرها في معظم قارات العالم.
لقد وجد انتاج الفنان عبدالقادر سالم اهتماما كبيرآ من كل المؤسسات الثقافية والافراد حيث نشطت المحاضرات والندوات والورش الفنية من خلال مهرجانات الثقافة ومهرجانات الموسيقى الشعبية.
في الجانب النظري:
نجد الفنان عبدالقادر سالم الف مجموعة من الاسفار المهمة ” اضافة إلى رسائله العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه والتي جاءت جميعها في مجال الغناء الشعبي مستفيدآ من دراساته في علوم الموسيقى Musicology وفي علم موسيقى الشعوب Ethnomusicology .
ايضا نجد ان مشروع الفنان عبدالقادر سالم شجع بعض الفرق والمجموعات الغنائية للاهتمام بعملية تقويم بعض الأغنيات الشعبية التراثية مثل عقد الجلاد والسمندل وكورال كلية الموسيقى.
كما انتقلت تجربته لبعض اقاليم السودان التي تكونت بها فرق غنائية شعبية وايضا في المجاميع الكورالية في معظم الجامعات السودانية والفرقة القومية للآلأت الشعبية.
الجانب التطبيقي:
استطاع الفنان عبدالقادر من خلال أعماله الغنائية التراثية اضافة الكثير من المصطلحات والمفردات الفنية الجديدة ومنها:
ظهر مصطلح الاغنية الكردفانية التراثية.
ظهرت في أعماله السلالم الخماسية والسداسية ونغمة (السيكا) العربية التي وجدناها في اغنية (جيناكي زي وزيين) في مقام (البياتي) (واللوري حل بي) في مقام (الرست) كما وجدنا في اغنيات اخرى مقام (الكرد) ومقام (النهاوند) وهذا يؤكد التاثير العربي في الموسيقى السودانية.
استخدم اساليب الارتجال العفوي غنائيآ والتنويع آليآ.
Variation + Improvisation
اهتم بالاداء التعبيري والرقص والاكسسوارات في المجاميع التي تصاحبه.
اهتم بالتنويع الايقاعي حيث نجد المردوم والجراري والهسيس والجرداق والفرنقبية – الخ…كما استخدم اوزان الثنائي والثلاثي والرباعي والاعرج كما نجد الايقاعات المزدوجة Polyrhythm والمتقاطعة Cross-rhythm
ابرزت تجربته ايضا المكون الافريقي الايقاعي السريع- اضافة الى التعبير الحركي والرقص.
استخدم اساليب الآهات والهمهمات.
تجربته عمقت الاحساس بالروح الجماعية وساهمت في أبرز المشتركات الفنية والثقافية بين مجتمعات القبائل المختلفة.
ايضا اهتم بالنزعة التجديدية القومية في الموسيقى التي ظهرت في العصر الروماتيكي خلال العصر الثامن عشر Nationalization والتي دعت للحداثة عن طريق الاستلهام من الموروث وليس ترك التراث والاتجاه للحداثة.
خاتمة:
بهذه المفاهيم يعتبر الفنان عبدالقادر سالم من الرواد الذين اهتموا بقومية الموسيقى السودانية والتي انتقلت الى عدد كبير من المبدعين السودانيين خاصة طلاب كلية الموسيقى في ابحاثهم لمشروعات التخرج ولدرجتي الماجستير والدكتوراه التي اشرف على عدد منها.
التحية ايضا لكل المبدعين الذين جايلوا الفنان الراحل عبدالقادر سالم من الخرطوم وكردفان ودارفور والنيل الازرق ومن ولايات اخرى وهم يقدمون هذه النغمية الجديدة التي اضافت منهجآ وتذوقآ جديدآ للموسيقى السودانية.وداعآ الفنان والدكتور عبدالقادر سالم والى جنات الخلد.
