حفية الياس تكتب كلمة: “الكتاب يكفيك عنوانه”
“الكتاب يكفيك عنوانه” مثل يردده المثقفون السودانيون، السوداني المتعلم مثقف بطبعه، فلا يوجد سوداني متعلم لا يمتلك مكتبة في منزله، لكن صناعة النشر بالرغم من هذا ليست بالقوة التي توازي حب السوداني للقراءة والثقافة، تأسس أول مركز لبيع الكتب في الخرطوم عام 1902 تحت عنوان book shop”، لذا كان السوداني المبدع يرى القاهرة نافذته للنشر والانتشار، قراءة حركة النشر في السودان تتطلب زيارة إلى مكتبة دار الكتب السودانية في شارع البلدية التي تأسست في نهاية الستينيات على يد عبدالرحيم مكاوي، وهي تتكون من 5 طوابق وتضم 30 ألف عنوان، وهي أبرز مكان يمكن أن ترصد فيه حركة الكتاب السوداني والعربي في السودان.
ظل الوجود السوداني في معارض الكتب العربية حضوره فيها محدود، إلى أن ظهر جيل جديد من دور النشر السودانية خلال السنوات الأخيرة، فزادت مشاركات دور النشر السودانية في معارض الكتب العربية بصورة نسبية.
خير مثال لذلك ورغم الأزمة والحرب الدائرة في السودان حرصت دور النشر في السودان على المشاركة في معارض الكتب الخارجية، آخرها، الإعلان عن مشاركتها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، ومشاركتها بمكتبتين.
يواجه الكتاب السوداني عدة مشكلات منها منافذ التوزيع التي هي محدودة على مستوى العاصمة الخرطوم، وزاد الطين بله ظروف الحرب ودمار عدد كبير جداً من دور النشر والمكتبات العريقة، إلى جانب مشكلة أخرى، وهي ظاهرة الناشر الشبح الذي يزور ويقلد أي كتاب يظهر ثم يختفي، وهي ظاهرة تهدد صناعة النشر في السودان، وهي في تصاعد مستمر ولا يوجد إحصاء دقيق لها.
لذلك أصبحت حركة النشر والطباعة متأخرة نسبة للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد إلى جانب الظروف التي تحيط بعمليّة إنتاج الكتاب ونشره، تلك التكاليف التي توصف بالخياليّة، والتي تسببت في إرجاع ترتيب القيمة المعنويّة للكتاب بالنسبة للقاريء.
معوِّقات عديدة تواجه حركة طباعة ونشر الكتاب في السودان. إننا في أمس الحاجة لتسهيل مدخلات الطباعة وابتكار آليات جديدة لإحداث تغيير في صناعة الكتب، وهذا لن يتأتى إلا بتذليل كافة الرسوم المالية من جمارك وضرائب مفروضة من الدولة على مواد ومدخلات الطباعة، باعتبار أن الكتاب وسيلة تربوية.
hafielyas@yahoo.com