حرب السودان في ليلة الطلاب الأفارقة بجامعة (جورجتاون قطر)
الأحداث – وكالات
استضافت رابطة الطلاب الأفارقة (ASA) والطلاب السودانيين في جامعة جورجتاون في قطر حدثاً لافتاً بعنوان “ليلة أفريقيا”، حيث احتفلت فيه بالثقافة الأفريقية مع التركيز بشكل خاص على الأزمة في السودان.
وتعتبر ليلة أفريقيا حدثاً متكرراً في جامعة جورجتاون في قطر حيث يرتدي فيها الطلاب أزياءهم الوطنية وينظمون عروضاً ثقافية لقراءة الشعر أو الخطب أو الأغاني، وقالت فاطمة يونس رئيسة الجمعية في كلمة قصيرة: “بينما نحتفل بالجمال في الفرح الأفريقي سنستثمر بعض اللحظات للاعتراف ببعض التحديات الأكثر صعوبة التي تواجه القارة الأفريقية اليوم، في هذا الفصل الدراسي في رابطة الطلاب الأفارقة، ركزنا على الصراع في السودان، الذي أفرز أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، لذلك، سنقوم اليوم برفع وعينا الجماعي، وتوجيه طاقتنا نحو الجهود والأنشطة التي ستساعد المجتمعات المتضررة من تلك الحرب بشكل مباشر، وبعد أن اختتمت رئيسة الجمعية خطابها، صعدت (نون الشريف)، الطالبة السودانية بالسنة الأولى في جامعة جورجتاون في قطر، إلى المسرح لإلقاء خطبة قصيرة كتبتها عن الحرب في السودان وقالت فيها: “قبل 3 أيام من الآن أكملت الحرب في السودان سنة كاملة، وقبل يومين أقدمت قوات الدعم السريع على حرق 14 قرية في السودان، وقبل يوم واحد، التقت حكومة المملكة المتحدة بقوات الدعم السريع سراً.. وسائل الإعلام سوف تكذب عليكم. سيقولون لكم أن ما يحدث في السودان هو مجرد حرب أهلية أو صراع بين جنرالين، لذا يمكنكم تجاهلها، ولكنني أقول لكم لا ينبغي تجاهلوا هذه الحرب على اعتبار أن الأفارقة يقاتلون بعضهم البعض باستمرار، تعد هذه الحرب غزواً غاشماً لمحو الشعب السوداني والاستيلاء على مقدرات الدولة السودانية، من قبل قوات الدعم السريع، والإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وإسرائيل، وكل كيان آخر يدعم المتمردين لتحقيق مكاسب خاصة به سواء كان ذلك الاستيلاء على الذهب السوداني، أو مواردنا الطبيعية، أو أرضنا الغنية.. ولا ينبغي أن يكون من الصعب على العالم أن يتعاطف مع معاناتنا.. ولا ينبغي أن يكون من السهل رؤية طفل سوداني يتضور جوعاً حتى الموت.. ولا ينبغي أن تكون دماءنا أقل قيمة بالنسبة للعالم.. ولا ينبغي أن تكونوا غير مبالين بمعاناة أهلنا السودانيين.. لذا، من فضلكم، تحدثوا عنا.. إذا كنتم لا تستطيعون الحديث اقرأوا عما يحدث لأهلنا وشعبنا، إذا كنتم لا تستطيعون القراءة، تبرعوا لمساعدة المحتاجين وتخفيف معاناة السودانيين المكتوين بنيران الحرب، وإذا لم تتمكنوا من التبرع شاهدوا الأخبار لتعرفوا ما يحدث لنا في السودان، وإذا لم تتمكنوا من القيام بأي من هذه الأشياء، فما عليكم سوى أن تسألوا السودانيين عن أحوالهم لأنهم ليسوا على ما يرام.. نحن لا نطلب الكثير.. افعلوا ما بوسعكم عندما تستطيعون، لكن فضلاً.. لا تدعونا نموت في الظلام.. شكرًا لكم).
بعد أن اختتمت نون الشريف كلمتها، شرعت آية أحمد، وهي طالبة سودانية أخرى في جامعة جورجتاون في قطر، بقراءة قصيدة سودانية كتبها الشاعر مَعد شيخون باللغة العربية وقال فيها:
“نحنا بخير
انحنا الخير
وأريتو الوضع يبقى أخير
سلام للقعدوا تحت القصف
سلام للهجُّوا زي الطير
سلام للكايس اللقمة
وسلام للمويتو باستيكر
سلام للعاشوا كم فكرة
وسلام للماتوا بالتفكير
سلام لي جرحنا النازف
سلام لي شعب متآلف
سلام لي كل طفل خايف
ولي مستشفى كايسة سرير
انحنا بخير”
وتأملت آية ذلك قائلة: “إن القصيدة تحوي تحية لكل من يعانون من تبعات هذه الحرب القاتلة.. أولئك الذين يواجهون المجاعة ويتفادون الرصاص والجرحى وغيرهم الكثير.. توقعت أن يكون الحضور معظمهم من السودانيين، وأردت أن أريحهم بقصيدة سودانية بلهجتنا.. كان بإمكاني قراءة واحدة باللغة الإنجليزية، لكنني لا أعتقد أنها ستشعرنا بنفس الشعور.
ومن بين العروض، ذهبنا إلى المسرح مرة أخرى لتنبيه الحاضرين بالكتيبات التي وفرتها ووزعتها جيسمين مانجو 2027، والتي تحتوي على رموز الاستجابة السريعة التي تساعد في إرسال التبرعات إلى مطابخ المجتمع في السودان.
“في الكتيبات التي ستتلقاها، يوجد رمزان QR.. واحد لنداء مطبخ الخرطوم، وآخر لنداء مطبخ الحتانة لشوربة أم درمان، إذ يدير كلا المطبخين متطوعون يعرضون حياتهم للخطر لإطعام الأسر الجائعة مجاناً. مطبخ واحد يطعم ما يصل إلى 200 أسرة يومياً، وتبرعاتكم ستساعد بشكل كبير، حيث أن دولاراً واحداً يمكن أن يطعم عائلة بأكملها.”
وتم توزيع الكتيبات على الحشود واختتمت الليلة بإطلاع الحضور على الحرب وتعليمات مباشرة حول كيفية المساعدة وتقديم التبرعات لتخفيف معاناة المتأثرين بالحرب في السودان.