توقيع مذكرة تفاهم بين الصحة وجهات سيادية

بورتسودان – الأحداث
شهدت مدينة بورتسودان توقيع مذكرة تفاهم تاريخية بين وزارة الصحة الاتحادية، ممثلة في الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة، وعشر جهات سيادية أخرى، بهدف توحيد الجهود في مواجهة الأوبئة من خلال تسخير نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وقواعد البيانات المكانية.
ويعكس هذا التعاون توجه الدولة نحو تعزيز الرقمنة في القطاع الصحي، باعتبارها ركيزة أساسية لمستقبل الرعاية الصحية في السودان.
وأكد وكيل وزارة الصحة الاتحادية، د.علي بابكر سيد أحمد، خلال الورشة التي سبقت التوقيع، أن الرقمنة تمثل استراتيجية وطنية شاملة لا يمكن تنفيذها بالوسائل التقليدية، مما يستدعي بناء بنية تحتية تقنية متينة.
وأشار إلى أن مشروع الترصد باستخدام تقنية التتبع الجغرافي يُعد من المبادرات المتقدمة التي تتطلب جهودا كبيرة لتطبيقها ودمجها في السياسات الصحية، بهدف رصد الأمراض والوقاية منها بشكل استباقي، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب.
من جهته، أوضح الدكتور منتصر محمد عثمان، مدير إدارة الطوارئ الصحية والأوبئة، أن المشروع انطلق منذ عام 2022، وأسهم في تحقيق إنجازات ملموسة، من بينها إنشاء محطات أكسجين جديدة وزيادة عدد غرف العناية المكثفة في المستشفيات الحكومية. كما ساعدت البيانات الجغرافية في تحديد مناطق انتشار الكوليرا ومصادر المياه الملوثة، مما مكّن من وضع خطة خمسية لمكافحة المرض بالتعاون مع هيئة المياه.
وتهدف المذكرة إلى إنشاء شراكة استراتيجية بين الجهات الموقعة لتبادل البيانات المكانية، بما يسهم في دعم النظام الصحي الوطني.
وشاركت في هذه المبادرة وزارات الزراعة والري، والثروة الحيوانية، والبنى التحتية، إلى جانب الجهاز المركزي للإحصاء، وقوات الدفاع المدني، والهيئة العامة للأرصاد الجوي، والهيئة القومية للغابات، والمجلس الأعلى للبيئة، والهيئة السودانية للمساحة.
وركز الاجتماع المشترك الذي سبق التوقيع على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: دعم النظام الصحي من خلال تحليل البيانات المكانية لتحديد بؤر الأوبئة، تعزيز الاستقرار الصحي والاستجابة السريعة للطوارئ، وتطوير قدرات وزارة الصحة في مجال نظم المعلومات الجغرافية. وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية نحو تبني السودان لنهج علمي وتقني متقدم في إدارة الأزمات الصحية.


