تقرير: مدينة الفاشر تحولت إلى مقابر جماعية ومحارق للجثث

الأحداث – وكالات
قالت المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور إن مدينة الفاشر تشهد أوضاعا إنسانية شديدة الخطورة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر 2025.

وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية، أبوبكر أحمد الإمام، في تقرير نشر، الأحد، إن المدنيين لا يزالون يتعرضون للحصار والاعتقال وسط انهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك الاتصالات والخدمات الصحية.

وأوضح التقرير، الذي استند إلى شهادات مباشرة من داخل الفاشر، أن المدنيين عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة “إما داخل السجن أو تعرضوا للتصفية المباشرة”.

وأشار التقرير إلى أن قوات الدعم السريع اقتادت آلاف المدنيين عبر حملة مداهمات للمنازل ونقاط التفتيش العسكرية، بينهم شبان وناشطون يقدمون خدمات عامة.

وتابع التقرير: “يُستهدف الأشخاص على أساس الاشتباه أو الانتماء المناطقي أو القبلي، ويتم ترحيلهم بشكل يومي إلى سجن دقريس في نيالا عبر شاحنات كبيرة، وإلى سجن شالا جنوب غرب الفاشر”.

ووفقًا للتقرير، وثق الشهود سلسلة من الانتهاكات في سجن شالا بالفاشر، تتمثل في الاكتظاظ الشديد داخل الزنازين، وانعدام التهوية، وتفشي الكوليرا بين المعتقلين دون أي تدخل صحي.

كما رصد التقرير نقصا حادا في الغذاء والماء داخل السجن، ما أدى إلى حالات إغماء ووفيات غير موثقة، إضافة إلى منع الزيارات ومنع إدخال الأدوية أو أي وسيلة تواصل خارجي.

ولفت التقرير إلى أن قوات الدعم السريع حولت مستشفى الأطفال شرق الفاشر إلى معتقل، وتحتجز داخله مئات المدنيين، بينهم نساء وشيوخ، بعد طرد الطاقم الطبي واستخدام عنابر التنويم للتحقيق والتعذيب.

كما وثق التقرير عددًا من مراكز الاحتجاز التي تديرها عناصر الدعم السريع بالفاشر، وتشمل: المستشفى الجنوبي، ومدرسة السلام في أبوشوك، ومباني جامعة الفاشر، ومبنى كلية تابعة للجامعة قرب الميناء البري، إضافة إلى مبنى المدرعات التابع للجيش قرب المطار. وقال التقرير إن هذه المواقع تُستخدم للاحتجاز القسري في ظروف غير إنسانية، مع اعتماد أساليب متنوعة في التعذيب.

وأضاف التقرير: “يتعرض المحتجزون للضرب المبرح بالسياط والعصي، وتعليق أجسادهم من أعلى إلى أسفل لفترات طويلة، ومنعهم من النوم، والحرمان من الطعام والمياه لساعات طويلة”.

كما تحدث التقرير عن مواقع لحرق ودفن الجثث في منطقة قرني شمال غرب الفاشر، حيث قُتل المئات من المدنيين ودُفنوا قرب نقطة تفتيش تابعة للدعم السريع.

ومن بين المواقع التي استخدمت لحرق الجثث ودفنها — وفق التقرير — منطقة شمال المدينة قرب عمارة باسم عباس كريم، إلى جانب مقابر جماعية متفرقة على امتداد الطريق الرابط بين الفاشر و”جبل وانا”.

كما وثّق التقرير مواقع أخرى لحرق ودفن الجثث غرب مقر بعثة اليوناميد، وغرب “قشلاق الجيش”، وداخل مطار الفاشر في مواقع مغلقة.

وقال التقرير: “في الطريق الرابط بين الفاشر وطويلة، وبالتحديد في منطقة الحفرة الكبيرة، تتم عمليات الدفن ليلًا باستخدام آليات ثقيلة، مع شهادات عن نقل جثث من الشوارع ومحيط المستشفيات مباشرة إلى هذه المواقع”.

وذكرت المقاومة الشعبية أنها وثّقت حرق الجثث في منطقة شرق مستشفى الأطفال بالفاشر، وفي الساحة المتاخمة له، وشمال غرب المدينة في منطقة قرني بالقرب من مركز صحي تابع للدعم السريع، إضافة إلى موقع شرق البورصة قرب منطقة الطاقة الشمسية.

وأردف التقرير: “شُوهد دخان كثيف وروائح حرق قوية لساعات متواصلة، مع تأكيدات عن نقل جثث بسيارات عسكرية إلى تلك المناطق، في ممارسات تشير إلى محاولة ممنهجة لإخفاء الأدلة وتقليل فرص توثيق أعداد الضحايا”.

وحول أوضاع النساء، أشار التقرير إلى أن قوات الدعم السريع اعتقلت العديد منهن من المنازل أو أثناء النزوح، ويُحتجزن في مواقع سرية يصعب الوصول إليها، مع إخفاء عدد كبير منهن دون معرفة أماكن وجودهن أو ظروفهن.

كما تحدث التقرير عن نقل عدد من النساء مع معتقلين آخرين إلى سجن دقريس في نيالا في ظروف احتجاز قاسية.

Exit mobile version