الخرطوم – وكالات
تتزايد الاتهامات الدولية الموثقة بشأن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مليشيا الدعم السريع، في وقت يشهد فيه السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية والحربية في تاريخه الحديث. وقد عززت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية وهيئات دولية وصحف عالمية صورة متكاملة لشبكة دعم عسكري ولوجستي ومالي وسياسي تقول تلك الجهات إنها لعبت دورًا محوريا في صمود المليشيا وتمددها العسكري خلال العامين الماضيين.
وتشير تقارير العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إلى أن الدعم السريع حصل على أسلحة متقدمة، من بينها طائرات مسيّرة صينية ومدفعية وذخائر أوروبية الصنع، تم تمريرها عبر وسطاء في تشاد وليبيا والصومال لتجنب حظر السلاح الأممي. كما تؤكد لجنة خبراء الأمم المتحدة أن معدات عسكرية تحمل علامات منشأ إماراتية وصلت إلى مواقع تابعة للدعم السريع، فيما أظهرت مضبوطات ميدانية أرقامًا تسلسلية تطابق شحنات أسلحة مصدرها أبوظبي.
وفي السياق نفسه، كشفت France 24 عن استخدام شهادات مستخدم نهائي إماراتية لشراء ذخائر بلغارية وأنظمة فرنسية انتهت لاحقًا في يد الدعم السريع. كما أفادت تسريبات استخباراتية أميركية (أكتوبر 2025) بوجود “زيادة حادة” في شحنات السلاح القادمة عبر شبكات إماراتية.
أما على المستوى الاقتصادي، فإن تحقيقات The Sentry ورويترز ونيويورك تايمز تؤكد أن الإمارات أصبحت المركز الرئيسي لتصدير “ذهب النزاع” المرتبط بالدعم السريع، والذي يدرّ مليارات الدولارات التي تُستخدم في شراء الأسلحة وتمويل العمليات. وتستفيد شبكات التهريب في دارفور من ضعف الرقابة الإماراتية على واردات الذهب، بحسب مصادر أممية.
وتتجاوز الاتهامات الجانب العسكري والمالي لتشمل دورًا لوجستيًا وإنسانيًا ملتبسًا، حيث تقول تقارير DW والجزيرة إن مستشفيات ميدانية إماراتية في تشاد استُخدمت لمعالجة مقاتلي الدعم السريع وتخزين السلاح. كما اتُهمت الجسور الجوية الإماراتية بتهريب مقاتلين وذخائر تحت غطاء الإجلاء الطبي. وفي شرق تشاد، توثق لجنة خبراء الأمم المتحدة إنشاء قاعدة طائرات مسيّرة في أم جرس تعمل تحت ستار مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي، وتضم مخازن ذخيرة ومحطات تحكم.
وتشير تقارير من Politico وRaoul Wallenberg Centre وWashington Post إلى أن الإمارات وفرت “غطاءً سياسيًا” للدعم السريع عبر الضغط ضد قرارات الإدانة في المحافل الدولية، وتمويل حملات علاقات عامة تهدف لتقديم المليشيا كقوة شرعية.
ويرى مراقبون أن هذا الدعم الخارجي أعطى مليشيا الدعم السريع قدرة على شنّ هجمات واسعة، أبرزها سقوط مدينة الفاشر، وساهم في إطالة أمد الحرب وتعقيد فرص التسوية.
