تقرير ـ مروان الريح
تقاتل القوة المشتركة المكونة من حركات الكفاح المسلح في دارفور بعزيمة قوية مع القوات المسلحة ، وقدمت المشتركة عشرات الشهداء في مدينة الفاشر التى تدافع عنها بشرف كبير ، الصمود الذي واجهته القوات المشتركة في الفاشر جعل المليشيا تفعل الألة الإعلامية ضدها بفبركة مجريات الأحداث في الفاشر لتحقيق انتصار معنوي بعد ان فقدت المليشيا مئات من مقاتليها في مدينة الفاشر و لم تستطيع من السيطرة عليها
موقف بطولي :
يقول الخبير العسكري جمال الشهيد في حديثه لـ (أصداء سودانية) أن مدينة الفاشر ظلت عصية على المليشيا وستظل كذلك رغم كثرة الهجوم عليها ، وذلك بفضل وجود أبطال الفرقة السادسة و القوة المشتركة ، توقع جمال إستمرار صمود مدينة الفاشر في وجه المليشيا التى تتلقى الهزيمة تلو الأخرى في تخوم الفاشر.
بيان المشتركة :
أصدرت القوات المشتركة أمس الأول بيان قالت فيه : طالعنا بيانا مفاده إنسحاب ١٥٠ فردا من أبناء محليتي طويلة وكورما عن القوة المشتركة و عودتهم إلى مناطقهم، وقد أشرنا في بيان سابق عن بروز نشاط إعلامي كثيف ومضلل يعمل لصالح مليشيات الجنجويد والذي يديره أبواقهم المختلفة وحلفائهم من قحت(تقدم) وحليفهم الإمارات عبر النشطاء الذين تم بيعهم مقابل المال ورفاهية السكن والعيش الرغد بفنادق كمبالا.
عليه نؤكد ونوضح لجماهيرنا العظيمة من المواطنين أن قواتكم المشتركة تدعمها وتساندها جموع أبناء الشعب السوداني من الوطنيين الأوفياء وتتمثل في عدة قوات منظمة ومرتبة بشكل متين يربطنا الوطن وأهل السودان دون تمييز جغرافي مناطقي أو روابط ضيقة أخرى، وهي القوة الشعبية للدفاع عن النفس(قشن) قوات (عرت عرت) وقوات (دقوا جوا) والمقاومة الشعبية والكنداكات والميارم السودانيات ولجان المقاومة والدعاة والأئمة ورجالات الدين بكل أطيافهم وطرائقهم وكذا الحال كل السودانيين والسودانيات مشتركة.
وأبناء طويلة وكورما يتقدمون صفوف القتال ويقودون الحارة.
كما زعم بيان الأبواق معللا سبب إنسحابهم لظروف إنعدام الطعام فقط وأنهم يأكلون(البليلة والعدسية ودقيق بالموية).
تاريخ المشتركة :
وقالت القوة المشتركة وفق ما جاء في البيان إنها قاتلت النظام البائد عشرون عاما دون كلل ملتزمة العيش في الغابات والصحاري وتعايشت مع الضباع والثعابين ككائنات أليفة وليس بجديد على المشتركة معايشة كل الظروف التي تواجهها، ولكن للأمانة والتاريخ ما يصفونه الأبواق(دقيق بموية) ويسخرون منه هي قصة أخرى يعرفها كل من تحمل القضية وآمن بها هي بالنسبة لنا الرفيقة التي لا تقل أهميتها عن الكلاشنكوف أو القرنوف ويسميها البعض منا (أبو كلتومه) والآخر ( قضية دارفور)، نطمئن الجميع بأن قواتكم المشتركة والقوات المساندة لها تعملان في إنسجام كبير غير مسبوق ومعنويات قواتنا تعانق السماء وعند معانقتنا السماء تتم هندسة عملية السفريات إلى السماء ذات البروج التي سفرنا عبرها الهالك علي يعقوب والتشادي مهدي بشير والهارب عليو وكثيرون وآخرهم قرن شطة.
مطاردة عبد الرحيم دقلو:
وقال البيان إن القوة المشتركة تتابع وترصد تحركات كبيرهم الذي وصفته بـ (الجعجاع ) عبدالرحيم دقلو الهارب دوما ، و نفى البيان كل ما ورد في بيان الأبواق والمليشيات وقالت إن لا صلة له بقواتكم المشتركة وإنما هي مجرد محاولات فاشلة من أجل رفع الروح المعنوية لمليشيات الجنجويد ومرتزقتهم المنهارة.
كما نؤكد لكم بأن قواتكم المشتركة والقوات المساندة الأخرى بجانبها لم ولن تهدأ لها بال ولا توقفها الظروف مهما بلغت قساوتها إلا بتحرير البلاد من هؤلاء الأوباش ومرتزقتهم..
وأكدت المشتركة في بيانها أن قواتها تظل ثابتة على مبادئها ولن تؤثر في عزيمتها الأكاذيب والحملات الدعائية الزائفة التي يروج لها العدو.
الفاشر بخير :
وقالت نطمئن السودانيين والسودانيات في الداخل والخارج بأن مدينة الفاشر بخير وذلك بعد تدمير كافة تحركات مليشيات الجنجويد والقضاء على معظم قياداتها الميدانية بمدينة الفاشر وقريبا مليشيات الجنجويد إلي زوال.
عمليات عسكرية ضخمة :
وكشف أحمد الشوالي، الناطق الرسمي باسم حركة (جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي) أن الجيش والقوة المشتركة يعدان لتنفيذ عملية عسكرية هي الأضخم بغرض تحرير كامل إقليم دارفور، مما وصفه بـ(سرطان مليشيات الجنجويد) من الإقليم وكل السودان.
وأوضح الأمين العام للحركة، الصادق برنقو، في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان، أن الحركة أسهمت بصورة كبيرة ضمن القوة المشتركة في القتال مع الجيش وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بشمال دارفور.
أبرز الحركات :
وتضم (القوة المشتركة) عدداً من الحركات المسلحة التي اختارت الوقوف إلى جانب الجيش، وأبرزها (التحالف السوداني) ، و(حركة تحرير السودان) بقيادة مني أركو مناوي، و(حركة العدل والمساواة) بقيادة جبريل إبراهيم، و(تجمع قوى تحرير السودان) بقيادة عبدالله يحيى، و(حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي) بقيادة صلاح رصاص، عضو مجلس السيادة الحالي، و(حركة تحرير السودان) بقيادة مصطفى تمبور.
التحالف السوداني حاضراً :
في السياق، أوضح المتحدث باسم حركة التحالف السوداني) محمد السماني أن دخول حركته المعارك في مدينة الفاشر بشمال دارفور على وجه التحديد أظهر مدى صلابتها وقوتها ومن ثم فعاليتها العسكرية، وقد نجحت بالفعل مع الجيش في إفشال المخطط الكبير الذي تعمل من أجله الميليشيات لتقسيم الدولة السودانية وضرب وحدتها بإسقاط الفاشر وتكوين حكومة منفصلة تتبع له بالإقليم.
وكشف السماني عن أن هذه القوات انتقلت الآن من حالة الدفاع عن الفاشر إلى مرحلة الهجوم المضاد بصورة أوسع على محاور عدة، وحققت تقدماً في مناطق وادي الميارم ووادي أمبار ومنطقة الزرق الحدودية التي تضم أكبر القواعد اللوجيستية لـ(الدعم السريع).
تقدم القوات :
ولفت المتحدث إلى أن التقدم الذي تحرزه القوات المشتركة للحركات جاء نتيجة لمعرفتها الجيدة بأسلوب ونهج الميليشيات، لأنها تستخدم الأسلوب القتالي نفسه الذي كانت تقاتل به الحركات لعشرات السنين في زمن النظام السابق، وهو نهج يعتمد بالدرجة الأولى على المباغتة مع كثافة النيران وسرعة الحركة والالتفاف من الخلف.
تحرير ولايات دارفور :
بينما أوضح اللواء أمين مجذوب إسماعيل، الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية ، أن مشاركة قوات الحركات كان لها تأثير كبير في ميزان القوى على الأرض بخاصة في دارفور. وكان تدخلها في معارك الفاشر حاسماً في دفع قوات (الدعم السريع) للتحول إلى مناطق أخرى، إلى جانب تمدد العمليات الهجومية في قاعدة الزرق ووادي أم بار ومنطقة وادي هور، كما يمكن أن تمتد إلى تحرير ولايات دارفور الأخرى.
وأشار إسماعيل إلى أن قوات الحركات المسلحة تتمتع بتجربة وخبرة كبيرتين في القتال بمناطق دارفور، وهي أصلاً تقاتل على النمط المعروف بالحرب التشادية، وهو القتال القائم على المطاردة والمباغتة والمواجهة المباشرة بعربات الدفع الرباعي، إذ كانت منذ عام 2003 تقاتل ضد الجيش الحكومي وقوات حرس الحدود والاستخبارات العسكرية ثم “الدعم السريع” قبل أن توقع على اتفاق جوبا لسلام السودان”.
بداية الحرب :
وتابع إسماعيل في بداية الحرب قررت الحركات المسلحة الوقوف على الحياد كموقف سياسي، لكن بعد اعتداء قوات (الدعم السريع) على حواضنها في مدن وقبائل دارفور، وانحرافها عن أهدافها التي أعلنتها في بداية الحرب، قررت خوض المعارك ضدها، لا سيما بعدما أصبح القتل في دارفور يتم على أساس العرق والهوية مثلما حدث في مدينة الجنينة ومقتل الوالي الأسبق خميس أبكر وأبناء قبيلة المساليت، وتكرار الأمر ذاته في مدن زالنجي بوسط دارفور، ونيالا بجنوب دارفور، وزاد لذلك دخلت تلك الحركات الحرب بطبيعتين أولاهما إرادة قتالية قوية باعتبار أن القتال بالنسبة إليها بات مسألة وجودية في مواجهة حتمية بينها وبين (الدعم السريع) وحواضنه، وهي إرادة قتال ليست سهلة، فضلاً عن اعتبارها نفسها ملزمة بالوقوف مع الجيش نتيجة توقيعها اتفاقاً للسلام مع المكون العسكري، لذلك لم تنحصر مشاركتها في المعارك على دارفور وحدها بل شملت محاور أخرى في الجزيرة وسنار وشمال العاصمة الخرطوم.
تجاهل المجتمع الدولي:
ظلت مليشيا الدعم السريع تتجاهل كل النداءات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي المتكررة بخصوص فتح المسارات لإنسياب الاغاثة وفك حصار المدن السودانية للأغراض الإنسانية لتوصيل الغذاء و الدواء ، وعدم مهاجمة المدنيين في مدينة الفاشر حيث خالفت المليشيا كل القرارات التى صدرت من المنظمات الدولية والولايات المتحدة الأمريكية.