تصاعد الهجمات على خطوط نفط جنوب السودان… أصابع الاتهام تتجه نحو الإمارات في محاولة للانتقام من سلفاكير

تشهد البنية النفطية الحيوية التي تربط جنوب السودان بالساحل السوداني سلسلة هجمات متلاحقة خلال الأيام الماضية، في تطور يهدد شريان الاقتصاد الجنوبي ويكشف – بحسب مصادر مطلعة – عن تصعيد إقليمي تقوده أطراف خارجية، على رأسها الإمارات العربية المتحدة، في إطار صراع النفوذ المتزايد مع جوبا.
فبعد يومين فقط من استهداف منطقة هجليج وسقوط أحد المهندسين العاملين في منشآت الضخ هناك، وقع هجوم جديد اليوم على محطة الجبلين بولاية النيل الأبيض، وهي واحدة من أهم المحطات التي يمر عبرها نفط دولة جنوب السودان القادم من حقول عدارييل، قبل أن يواصل مساره عبر خطوط “بترودار” إلى مصفاة الجيلي ثم ميناء بشائر على البحر الأحمر.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الاستهداف كان دقيقًا ومقصودًا، وأنه طال البنية التشغيلية لمحطة الضخ، ما أدى إلى تعطيل مؤقت في حركة الخام. وتأتي هذه الهجمات في وقت حساس تشهد فيه خطوط الأنابيب تدهورًا كبيرًا بسبب الحرب، وخللاً متواصلاً في أعمال الصيانة.
خلفية: لماذا تُتهم الإمارات؟
بحسب تحليل خبراء في شؤون القرن الإفريقي، فإن الاتهامات الموجّهة للإمارات تتصل بتدهور علاقتها مع حكومة سلفاكير ميارديت في جوبا، بعد رفض جنوب السودان الانخراط في سياسات أبوظبي تجاه السودان، إلى جانب تعاون جوبا المتزايد مع واشنطن والخرطوم الشرعية في ملف الإمداد النفطي.
وتقول المصادر إن الإمارات – الداعم الأكبر لميليشيا الدعم السريع – تسعى إلى الضغط على جوبا عبر ضرب البنية التي تمكّنها من تصدير النفط، وهو المصدر الرئيسي لميزانية الدولة. كما أن الإمارات تعتبر الجزء الشمالي من خط الأنابيب “ورقة نفوذ استراتيجية”، وقد تضررت مصالحها منذ سيطرة الدعم السريع على أجزاء من البنية النفطية وفشلها في فرض معادلة جديدة على الأرض.
الأهمية الاقتصادية للهجمات
يُعد خط نفط جنوب السودان من أكثر البنى الحيوية حساسية في المنطقة:
•أكثر من 90% من اقتصاد جنوب السودان يعتمد على صادرات النفط.
•أي هجوم يؤدي إلى خسائر يومية قد تتجاوز 10 ملايين دولار.
•تعطل الخط يهدد أيضاً بتجمّد الخام داخل الأنابيب، وهو ما حدث بالفعل في فبراير الماضي وأدى إلى خسائر فادحة.
ويرى خبراء أن تكرار الاستهداف خلال 48 ساعة فقط يشير إلى نمط تصعيدي منظم، وليس أعمالاً عشوائية، وأنه يحمل “رسالة سياسية واضحة” لجوبا.
تحذيرات من أزمة إقليمية
حذرت دوائر دبلوماسية من أن الهجمات المتواصلة قد تفجّر أزمة جديدة بين الخرطوم وجوبا، خصوصاً إذا استمرت عمليات التخريب التي تستهدف ما تبقى من البنية النفطية العاملة. كما حذرت من تأثير كارثي على البيئة والمجتمعات المحلية في محيط الخطوط بسبب التسربات المتوقعة.
خلاصة
تأتي هذه التطورات في ظل حرب مستمرة داخل السودان، وتنافس إقليمي حاد على النفوذ. ومع استمرار الضربات، تتصاعد المخاوف من أن تتحول خطوط نفط الجنوب إلى ساحة صراع جديدة، وأن تدفع جوبا الثمن الأكبر في حال استمرار ما يصفه محللون بأنه “معركة نفطية ورسالة سياسية موجهة مباشرة إلى سلفاكير”.
Exit mobile version