تحرير (سنجة) …العد التنازلي لتطهير (مدني

 

الأحداث – وكالات 

عند الساعة الواحدة صباحا من فجر السبت كانت جحافل الجيش السوداني والقوات المساندة له تجتاح مدينة سنجة بعد معركة عنيفة عند مدخل كبري سنجة (ودالعيس) ،وبينما كان المواطنين في سنار ومناطق أخري وولايات قريبة يصلون صلاة الصبح كان الجيش السوداني يرفع الأذان من داخل مدينة سنجة ويعلن تحرير المدينة من دنس المرتزقة والارهابيين من مليشيا الدعم السريع ،بينما امتلأت شوارع المدينة ومدخل الكبري بجثث المتمردين ،وولى من تبقى من عناصر المليشيا الأدبار تجاه مناطق أبوحجار وتجاه الحدود مع دولة الجنوب مخلفين وراءهم جثث قتلاهم وعتادهم العسكري.

وكانت المليشيا قد سيطرت على (سنجة) مطلع يوليو الماضي، بعد أن تسللت من منطقة “جبل مويا”، جنوباً باتجاه المدينة، بعد توغلها في هذه الولاية. غير أن الجيش استرد (جبل مويا) لاحقاً، واحتفظ بالسيطرة على مدينة سنار، إلى الشمال من سنجة.

تبرير خجول:

وأطبق الجيش السوداني على سنجة عقب تحرير مدينتي الدندر والسوكي من ثلاثة اتجاهات وبدأ في الضغط على عناصر المليشيا والذين احسوا بقرب النهاية ،فارسلوا العديد من الرسائل للقوات المسلحة باستعدادهم للاستسلام والتسليم وان يتم السماح لهم بالخروج الآمن تجاه دولة الجنوب ،إلا أن الجيش كان له رأي آخر فما أخذ بالقوة ينتزع بالقوة.

وأضطرت المليشيا لاحقا للإقرار والاعتراف بسقوط سنجة مع تبرير خجول إنها إنسحبت منها بحسب ما ذكرت على صفحتها الرسمية في منصة (أكس).

استعادة الفرقة 17 :

بالمقابل سارع مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لتهنئة أبناء الشعب الأبي الصامد بتحرير منطقة سنجة واستعادة قيادة الفرقة 17 مشاة بعون الله وفضله, واهدى النصر للشعب الذي عانى القتل والتشريد والقهر والنهب وكافة أنواع الفظائع من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية، وأكد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة عزم وتصميم الجيش على بذل كل جهد لتطهير كل شبر من السودان دنسته هذه المليشيا المجرمة.

موعدنا مدني:

وزف قائد متحرك تحرير سنجة (النبأ اليقين) العقيد ركن عبادي الطاهر الزين من أمام مقر أمانة حكومة ولاية سنار في سنجة النبأ لجموع الشعب السوداني،وأكد تمكن القوات المسلحة والقوات المساندة من تطهير منطقة سنجة وتحريرها (عنوة واقتدارا) ،وأشار إلى أن المرتزقة ولوا الأدبار بعد أن قتل منهم من قتل.

وقال عبادي في فيديو مسجل (محل ما يمشو نحن وراهم )،واشار إلى انه سبق وان تحدث إلى المرتزقة ووطالبهم بالاستعداد لقدوم الجيش ،وتابع : لما حررنا الدندر قلنا لناس سنجة بلو راسكم ” ،وارسل العبادي رسالة قوية للشعب السوداني متعهدا بان يأخذ الجيش لهم حقهم كاملا مكملا

وطالب العبادي والي ولاية سنار بالقدوم لاستلام عاصمة ولايته سنجة وزاد (دي رئاسة حكومتك تعال استلم ) ، وتوعد القائد العسكري العبادي المليشيا وعناصرها بالملاحقة والمطاردة ،وقال مبشرا السودانيين : اللقاء الجاي في مدني.

معارك ضارية:

وشهدت مدينة سنجة منذ يومين مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي اتخذت موقعا دفاعيا في المدينة لإيقاف تقدم الجيش الذي طوّق المدينة من 3 محاور.

ويقول ضابط برتبة رفيعة في الجيش السوداني للجزيرة نت إن قواتهم طوقت سنجة شرقا عبر قوات قادمة من مدينة الدندر وجنوبا عبر قوات قادمة من الدمازين وغربا عبر قوات قادمة من مدينة سنار مرورا بمدينة مايرنو.

وأشار الضابط إلى أن الطائرات الحربية نفذت طلعات جوية عنيفة فجر اليوم استهدفت مواقع الدعم السريع في سنجة أعقبها تقدم للمشاة من محور الدندر، إذ تمكنوا من عبور جسر سنجة واستلام مواقع الدعم السريع في المدينة، من بينها مقر قيادة الجيش بالفرقة 17 مشاة.

وتابع الضابط أنهم كبدوا الدعم السريع خسائر في الأرواح وسيطروا على عدد من قطع الأسلحة الحربية، وقال إن عناصر من قوات الدعم السريع هربوا نحو منطقة رورو في النيل الأزرق.

المحاسبة قادمة:

بالمقابل هنأ المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية ووزير الإعلام خالد الإعيسر الشعب السودان بعودة سنجة إلى حضن الوطن بفضل الله وعزيمة الأبطال ،واكد متوعدا ان لحظة تطبيق العدالة والمحاسبة قادمة وستطال كل من ساهم في هذه الجرائم وسيتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع افعالهم.

وقال الإعيسر في تعميم صحفي إن عزم الشعب السوداني وإرادته في مواجهة التحديات والمحن يعكسان قوة وصمود الشعب وأجهزته العسكرية والأمنية التي لا تعرف الانكسار ،وأكد ‏إن الثقة التي يتمتع بها السودانيون في قواتهم المسلحة والمخابرات والقوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى القوات المشتركة والمستنفرين، ستظل ثابتة وراسخة رغم حجم الاستهدافات الداخلية والخارجية. موضحا ان هذه الثقة دليل على وحدة الهدف ووضوح الرؤية وتماسك الإرادة الوطنية ،وقال : ‏إن هذا الصمود المستمر يؤكد أن الشعب وقواته على موعد مع تحقيق المزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة,

‏مرسلا التحايا ‏للقوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية والقوات المشتركة والمستنفرين، ولكل من حمل همّ الوطن من زاويته وموقعه وإسهامه.

ماذا يعني تحرير سنجة؟

وفي ذات السياق قال المحلل السياسي إبراهيم شقلاوي في رسالة دفع بها لمواقع التواصل الإجتماعي حول ماذا يعني تحرير سنجة ،وذكر ان تحرير سنجة التاريخية من قبل الجيش السوداني والقوات المساندة، تعد خطوة مهمة من الناحية العسكرية، بما يساهم به في تعزيز السيطرة على المناطق الحيوية التي تؤمن كل ولاية الشرق من اي تهديد محتمل ، و يساعد في إستعادة الأمن وتحقيق السلام ويقطع الطريق امام تهديدات المليشيا التي كانت تستغل غياب السلطات.

ومضى شلقاوي في تحليله وقال : يمكن اعتبار تحرير سنجة نجاح لإستراتيجية الجيش السوداني في تأخر إستعادة الأرض مقابل تحييد قدرات العدو وحصاره ، الذي يعتبر خطوة فعّالة ظل يتبعها الجيش منذ بداية الحرب.

اما من الناحية السياسية ، فيُعتبر تحرير سنجة بداية لعودة السكان من معسكرات النزوح في الولايات المجاورة، إلى ديارهم في بيئة أكثر أمان . كما يسهم في تعزيز ثقة الشعب في مؤسسات الدولة وربما يعتبر بمثابة رسالة للمخذلين من ادعياء التدخل الدولي لحماية المدنيين ، اضف لذلك ان عملية تحرير سنجة سوف تساهم في تحسين صورة الجيش السوداني كمؤسسة قادرة على حماية السيادة الوطنية وحفظ الأمن في مختلف أنحاء البلاد.

‏ مسيرات الفرح:

وفور بلوغ نبأ التحرير خرجت جماهير الشعب السوداني في مسيرات فرح غامرة في العديد من الولايات ابرزها ولايات نهر النيل والقضارف وسنار ،وخرج أهالي سنجة في مراكز الأيواء وعبروا عن فرحتهم العارمة بتحرير مدينتهم الحبيبة.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

Exit mobile version