بين لا للحرب نعم للسلام، الفنانون.. آراء ومواقف

الأحداث – ماجدة حسن

تباينت مواقف الفنانين خلال عام الحرب، وكل رمى سهماً في إطار الحل والمساعدة من وجهة نظره وبالطريقة التي تناسب ظروفه فمنهم من آثر أن يكون القدوة، ولم يبرح داره ومنهم من وظف نجوميته للدعم والمساعدات الإنسانية ومنهم من أقام الحفلات الخيرية لمساعدة العالقين ومنهم من أنشد الأغنيات التي تشحن وجدان السودانيين إيجابياً.

 

أيقونة السلام

الواضح المنتشر انخراط عدد من الفنانين السودانيين في إنتاج أعمال غنائية وطنية داعمة للجيش أو تنادي بالعودة وأخرى تدعو إلى  وقف القتال والجنوح إلى السلم والمحبة، وشكلت أغنية الفنانة إيلاف عبدالعزيز أيقونة للسلام وضرورة وقف المعارك الحربية بعمل تحت عنوان “بكرة الهم يفوتنا ونرجع إلى بيوتنا والخرطوم أمان”، ولعل آخرها ما قدمه الفنان مصطفى البربري (متين تنتهي الحرب دي وأرجع لي بلدي)، كما أطلقت مجموعة من الفنانين السودانيين أوبريت “أيام وتعدي”. وكلها أغنيات تمثل لسان حال السودانيين وجدت التفاعل والقبول.

 

تمسك بالبقاء

في وقت غادر غالبية الفنانين العاصمة الخرطوم منذ بداية الحرب أو خلال أشهرها الأولى، وتمسك الفنان والموسيقار أبو عركي البخيت بموقفه بالبقاء في داره وسط نيران المدافع والقصف الجوي في منزله في حي العرضة بوسط أم درمان، تعبيراً عن موقف رافض للحرب، ولاعتقاده أنه لا ينبغي الرحيل من البيوت حتى في أحلك اللحظات التي تمر بالبلاد.

وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، من داخل منزل البخيت، يلقي فيه قصيدة بالعامية السودانية من نظمه، داعياً من خرجوا من بيوتهم بسبب الصراع المسلح للعودة إليها: “أنا بركز هنا والسيف مسلول.. معقولة أسيب تاريخي وأفوت علشان أهرب من الموت؟… دا كلام مؤسف وما مقبول وخنوع… ترحل من دارك؟ ودا الربيت فيه عيالك… وبنيته بقسوة وشقا عمرك وبدم قلبك… أرجع وتعال وأبعد عنك شبح الخوف”.

 

تقديم مساعدات

 

في موقف مشابه اختار الفنان طه سليمان البقاء في الخرطوم بحري ضاحية شمبات لأكثر من 10 أشهر على الرغم من تصاعد وتيرة المعارك  وتبادل القصف بالمدفعية بين الجيش السوداني والمليشيا.

وظل يقدم المساعدات للمتأثرين بالحرب في مدينة بحري، ونشط في توفير المواد الغذائية لمطبخ الطعام الخيري، فضلاً عن الأدوية ومياه الشرب، وسخر صفحته على موقع “فيسبوك” لعرض الحالات الإنسانية، وتسابق جمهوره في تقديم الدعم المالي من داخل البلاد وخارجها. كما نظم طه سليمان يوماً ترفيهياً لأطفال شمبات، شمل أنشطة عدة وشهد حضوراً واسعاً، ولم يخرج طه إلا بعد أن طلبت منه المليشيا أن يقدم أعمالاً غنائية داعمة لها.

 

تباين آراء

وتتأرجح كذلك مواقف الفنانين بين لا للحرب وبين دعم القوات المسلحة، فقد ظهر الفنان عصام محمد نور خلال فيديو قصير يقول فيه لا للحرب ومن حق أي مواطن سوداني أن ينعم بالسلام، وبعد انتشار الفيديو صرح عصام أن الفيديو قديم وأن الحرب أصبحت واقعاً مفروضاً، فيما تمسك الممثل جمال حسن سعيد بموقفه الذي أعلنه من خلال تسجيل يقول فيه لا للحرب نعم للسلام.

 

Exit mobile version