بعد فقدان قيادتها السيطرة عليها
مليشيا الدعم السريع.. النار تأكل بعضها
محمد بشير سليمان: الحرب علم وفن ليس لقيادة المليشيا مثقال ذرة منها
خبير عسكري: المليشيا لا يربط بينها شيء غير التنافس على الغنائم
مبارك النور: نهج المليشيا همجي إذا تمت السيطرة عليها أو غير ذلك
تجددت الاشتباكات خلال الفترات الأخيرة ما بين مليشيا الدعم السريع المتمردة فيما بينها في عدد من المناطق، قابل ذلك تلقيها لهزائم ميدانية متلاحقة في عدد من جبهات القتال التي حققت فيها القوات المسلحة السودانية انتصارات واسعة، وما يجري في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور خلال هذه الأيام هو أكبر دلالة على ذلك بدحر التمرد وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، تلك الاشتباكات لعناصر المليشيا فيما بينها دللت بشكل واضح لا لبس فيه على فقدان قيادة المليشيا السيطرة على قواتها التي استجلبت الآلاف منها من دول خارجية.
الأحداث – آية إبراهيم
فقدان السيطرة
وقد انعكست الاشتباكات التي تشهدها مليشيا الدعم السريع فيما بينها على فقد قياداتها السيطرة عليها وهو ما أقر به عبد الرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا الذي أبلغ جهات دولية لم يسمها بأنه فقد السيطرة على معظم مقاتليه بحجة أن اتفاقه معهم أن يقاتلوا مقابل الغنائم من مال وذهب ونساء ولذلك فهو غير قادر على تنفيذ اتفاق جدة بإخراج المليشيا من الأحياء السكنية والمستشفيات والمرافق المدنية الأخرى حسب ماكشفه رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل الذي طالب الوسطاء بأن يعوا ذلك ويكفوا عن الحرث في البحر ويدركوا أن مليشيا الدعم السريع قد انفرط عقدها وتحولت إلى عصابات إرهابية.
نهج همجي
وبشأن حديث عبدالرحيم دقلو عن فقدان السيطرة على قواته قال الأمين العام للتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان مبارك النور إن المليشيا تقوم بأعمال همجية إذا تمت السيطرة عليها أو غير ذلك لأن ذلك نهجهم وثقافاتهم التي تستند على النهب والسلب والسرقة والاغتصاب.
وأشار النور في حديثه لـ(الأحداث) إلى أن العالم اكتشف خداع المليشيا بشأن حديثهم عن الديمقراطية، وقال “هي مليشيا بلا فهم وتحاول أن تتملص من الجرائم التي ارتكبتها لكنها مسؤولة عنها بجانب من ساندها من الحرية والتغيير – المجلس المركزي.
استعداد اتفاق
وقال مبارك الفاضل إن إتصالاتهم بأهالي ما تبقى من قيادات مليشيا الدعم السريع تؤكد أنهم على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع الجيش يضمن سلامتهم ومستقبلهم.
ودعا الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة والمجلس الأعلى للإدارة الأهلية التواصل معهم لإخراجهم من الحرب هم ومن تبقى معهم من أبناء قبائلهم.
حظر تجوال
وفي مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة قُتل العشرات من عناصر مليشيا الدعم السريع في اشتباكات داخلية وقعت وسط مجموعات بينهم.
وقالت لجان مقاومة الحصاحيصا إن المليشيا فرضت حظر تجوال في سوق المدينة الكبير والأسواق داخل الأحياء، لافتة إلى أن القرار جاء على خلفية اشتباكات بين مجموعات التمرد فيما بينها إستمرت لساعات طويلة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة ما تسبب في مقتل العديد منهم.
روح ثقة
ويقول الخبير العسكري الفريق أول (م) محمد بشير سليمان إن التدريب يمثل أحد أهم العوامل التي تتحقق بها روح الفريق الواحد المتجانس الذي يقاتل لكسب المعركة، بالإضافة إلى ذلك يغرس روح الثقة في نفس الجندي وفي سلاحه وقيادته وهذه كلها تنتج منها الروح المعنوية العالية التي تعزز روح وإرادة القتال كأحد مطلوبات الانتصار الرئيسية، وهذا ما تفقده مليشيات الدعم السريع التي كما أنها تفتقد لهدف القتال ذو القيمة الفاضلة والذي يحفز الجندي ليقاتل من أجله تضحية وفداءً، بل نجدها في هذا، تسارع للقتال لتحقيق المكاسب الفردية من نهب واغتصاب في إطار المكاسب الشخصية، وهو ما يؤدي للقتال فيما بينها ليمثل ذلك أسوأ حالة عدم الانضباط وعدم طاعة الأوامر الصادرة من القيادة، هذا مع تشبعها بروح القتل والتدمير وغيرها من ممارسات يجرمها القانون الدولي الإنساني في مجال الحرب وتتعارض مع قواعد الإشتباك السليمة والمعروفة دولياً والتي تطبقها القوات المسلحة السودانية، وأضاف “كما لا ننسى تنوع تكوينها القبلي غير المتجانس، وما يحمل من أطماع إقتناء للغنائم ليزيد من نيران الصراع وصعوبة القيادة والسيطرة”.
وأشار سليمان لـ(الأحداث) إلى أن وحدة القيادة تمثل العامل الآخر الذي من خلاله تتم القيادة طاعة وتنفيذاً لخطط العمليات لإدارة المعركة والانتصار فيها وهذا ما لا تمتلكه مليشيا الدعم السريع، وتابع : “من المعلوم أن الحرب علم وفن، ليس لقيادة مليشيا الدعم السريع منه مثقال ذرة من حظ”، وقال “يؤدي عدم وحدة القيادة إلى فقدان العامل الأهم في إدارة المعركة، ألا وهو عامل القيادة والسيطرة، بحيث تتحول هذه الإدارة لحالة من العشوائية، وتفشل بسببه القيادة في تحقيق السيطرة على القوات”.
خلاف أهلي
ولم تكن حادثة اشتباكات قوات المليشيا فيما بينها بمدينة الحصاحيصا هي الأولى فقد سبق أن اشتبكت قبل ذلك بأسابيع داخل المدينة بالأسلحة الثقيلة بسبب خلاف بين مجموعات أهلية داخل مليشيا الدعم السريع، وحسب مصادر صحافية فإن عدد القتلى بالإشتباك وسط مجموعات المليشيا وصل إلى أكثر من 30 متمرداً، يضاف إلى ذلك فقد السيطرة عليها والذي تم الإقرار به من قادتها الذين تأسفوا في أبريل الماضي على اشتباك عناصر تابعه لهم مع «حركة جيش تحرير السودان» بقيادة عبدالواحد محمد نور في مدينة الفاشر وقالت إنه وقع بالخطأ.
مزيج مجموعات
ويقول الخبير في الشأن العسكري الفاتح محجوب إن مليشيا الدعم السريع هي مزيج من مجموعة كبيرة من رجال القبائل العربية داخل وخارج السودان قدموا من أجل الغنائم ولا يربط بينهم أي شيء غير التنافس على الغنائم مع تراجع مستمر ومتواصل لدور قوات الدعم السريع النظامية التي هرب منها من هرب وقتل وأسر معظم قواتها الأصلية.
ويضيف محجوب في حديثه لـ(الأحداث) : “إذن هذا الجمع الكبير من طالبي الغنائم القادمون من عدة دول أفريقية إضافة لأبناء قبائل العطاوة في السودان يصعب ضبطهم ومن السهل التصادم والتقاتل فيما بينهم في حالات الخوف أو الصراع على من يحوز الغنائم أو من يقاتل في المواجهة، لهذا تجدهم يتقاتلون دوماً لأن القتال هي اللغة الوحيدة التي تجمع بينهم في ظل تضاؤل دور قيادة قوات الدعم السريع وفي ذات الوقت كما تجمعوا بسهولة يمكنهم أيضاً الهروب بسهولة إلى مناطقهم خارج وداخل السودان”.
انعكاسات شتات
الشتات الذي تعانيه مليشيا الدعم السريع وفقد السيطرة عليها من قبل قادتها انعكس في تصرفات أفرادها الهمجية واللا إنسانية والفظائع التي يرتكبونها في حق الشعب السوداني في مناطق سيطرتهم بعد الكشف عن معلومات موثوقة عن اغتيال مليشيا الدعم السريع مدنيين شنقاً، داخل معتقلات وغرف إعدام نصبتها بالخرطوم.
وبيَّن مقطع فيديو بحسب “سودان تربيون” نصب مشنقة إعدام بطريقة احترافية داخل أحد المنازل في منطقة ود البصير بأم درمان، وتركيب المقصلة على جوانب سقف إحدى غرف المنزل.
وكشف سكان بالمنطقة عادوا إليها مؤخراً وقابلتهم “سودان تربيون” عن تجهيز غرفة الإعدام داخل شقة بشارع ود البصير في وسط أم درمان القديمة التي استردها الجيش خلال شهر فبراير الفائت.
عقوبات جديدة
ومواصلةً لفرض عقوبات على مليشيا الدعم السريع وقادتها نتيجة للأفعال اللا إنسانية التي يرتكبونها في حق الشعب السوداني أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء فرض عقوبات، على قائدي المليشيا “علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حامد (عمليات)” ، وذلك لتوسيع الحرب في السودان.