بعد سيطرة الجيش على حي الدوحة .. أمبدة تبدأ مرحلة عودة الروح والسكان بعد طول معاناة
تقرير – أمير عبدالماجد
يصنع البعض مقارناته أو حتى نظرياته الخاصة لتقييم الأوضاع على الأرض في أم درمان أو بحري أو غيرها من مدن السودان وولاياته وفقاً للزاوية التي يرى من خلالها الأمور لكن الحقيقة تبقى هي الثابت بين نظريات وتقييمات هذا وذاك والحقيقة أن أم درمان قبل تحرير مباني الإذاعة والتلفزيون ومحيطها مختلفة عن أم درمان اليوم بعد أن بسط الجيش سيطرته على المنطقة وفتح الطريق أمام حكومة ولاية الخرطوم لإعادة الخدمات تمهيداً لعودة مرتقبة للسكان على الأقل لتفقد منازلهم التي لم يبق من أغلبها إلا الجدران بعد أن نهبت مليشيا الدعم السريع وتوابعها من “نيقرز” ولصوص كل شيء تقريباً في هذه المنازل من أول السيارات إلى السيراميك وخزانات المياه كلها نهبت.
عمليات عسكرية
ومع تحرك الجيش غرباً ودخوله إلى مناطق امبدة بدأنا نشهد عمليات عسكرية يومية وبات سكان مناطق الثورات القريبة من أمبدة يستمعون يومياً إلى أصوات الانفجارات والطائرات الحربية التي تتحرك يومياً في سماء المنطقة وتقصف تجمعات الدعم السريع هناك مع التقيد الشديد بضوابط عسكرية تشدد على ضرورة ألا تصل النيران إلى التجمعات المدنية وتصيب السكان لأن منطقة امبدة لازالت مكتظة بأعداد مقدرة من السكان الذين تمترسوا فيها ورفضوا مغادرتها رغم المخاطر الكبيرة التي عاشوها ولازالوا يعانونها، ومع دخول الجيش إلى حي الدوحة الذي كان منطلقاً لعمليات المليشيا ضد قاعدة المهندسين العسكرية ونقطة التجمع الكبيرة لقيادات الدعم السريع في جنوب وغرب ام درمان حيث تتواجد كل قيادات الدعم السريع التي تدير العمليات في حي الدوحة وكانت المنطقة هي مركز عمليات الاعتقال والتجنيد والمسيرات ومركز مهم لنقل الإمدادات التي تصل من دارفور متجهة إلى مقر الإذاعة والتلفزيون الذي كان مركز قيادة أم درمان ومنه عبر كوبري شمبات إلى بحري ومنها إلى شرق النيل.
وكانت المليشيا التي سيطرت على كوبري ود البشير وهو مدخل مهم وأساسي لامبدة ويربط بين كل الطرق المهمة منذ بداية الحرب تتمترس على بعد أمتار منه حيث نشرت فرق قناصة على أسطح بنايات حي الدوحة الذي تحول إلى ثكنات عسكرية، لذا دافعت المليشيا عنه بقوة وخاضت معركة لاتقل عن معركة الإذاعة لأنها تدرك أن خسارة موقع كحي الدوحة سيمهد الطريق للجيش ويفتح أمامه منطقة أم بدة تماماً.
تخلص من عقبة
يقول العميد معاش السر اليعقوبي إن الجيش تخلص الآن من عقبة كبيرة جداً لربما أعاقت تقدمه إلى عمق مناطق أمبدة خلال الفترة الماضية لأن المليشيا كانت تتخذ من الموقع الجغرافي المهم لحي الدوحة منطقة قتل تصطاد فيها أي قوات مهاجمة تحاول دخول أمبدة بعد نشرها لعشرات القناصين على أسطح مباني الحي، وأضاف “كانت صدمتهم كبيرة لأن الدفاعات انهارت سريعاً وتمكن الجيش من تحييد نيران القناصة والدخول إلى المنطقة التي اعتبروها حصينة وعاثوا فيها فساداً وهجروا أهلها”، وتابع “الطريق الآن سالك إلى بقية أحياء امبدة لأن سيطرة الجيش فقط على كبري ود البشير وهو ماحدث خلال المرحلة الماضية دون الانتشار داخل المنطقة لايكفي واعتقد ان تحرير حي الدوحة ودخول الجيش إلى السبيل والردمية واتجاهه إلى داخل سوق ليبيا وكرور سيصنع معادلة جديدة في غرب ام درمان بل وحتى في الخرطوم التي تتحرك لها قوات من ام درمان وتدخلها عبر جبل أولياء فيما يعرف بالفزع”، وقال “الجيش أمامه الآن مساحة كبيرة يجب ان يستثمرها وألا يدخل ويخرج بل يجب أن يقيم ارتكازاته فوراً ويبسط سيطرته على المنطقة”.
حزم أمتعة
وقال عادل حمد نورين وهو من المواطنين الذين تأخروا في الخروج من امبدة وغادرها مؤخراً بعد إصابته بطلق ناري “هذه أخبار جيدة لان الدخول إلى حي مفتاحي مثل الدوحة يخفف العبء على الجيش لان السيطرة على الدوحة تعني إبعادهم عن قاعدة المهندسين وعن مناطق ام درمان القديمة وتعني أن الطيران يمكنه الآن ضربهم وإيلامهم لأن معظم مناطق امبدة الان مكشوفة أمام الطيران والمسيرات ولا يستطيع الدعامة الآن الاختباء والنجاة من مدفعية الجيش وطائراته”، وقال “نعلم أن منازلنا نهبت ولم يعد هناك ربما حتى كرسي نجلس عليه لكنها في النهاية منازلنا وبيوتنا ولن نتنازل عنها، واعتقد أنه بدخول الجيش إلى شارع الواجهة وحي الدوحة اقتربنا من حزم أمتعتنا والعودة لمنازلنا لأن الطريق بات سالكاً الآن أمام قوات العمل الخاص وجهاز الأمن والمخابرات وكتيبة البراء لبسط سيطرتهم على امبدة التي ذاقت الويل على أيدي هذه المليشيا المجرمة”.