تقارير

بالتزامن مع تقدم الجيش دعوات داعمي المليشيا للتفاوض.. التمرد يترنح

بشكل متتالي ومتسارع خلال الساعات الماضية رصدت (الأحداث) عدد من المنشورات على منصات التواصل الإجتماعي لعدد من الداعمين للمليشيا المتمردة وهم يرفعون أصواتهم ويجددون دعواتهم للعودة إلى طاولة التفاوض وإنهاء الحرب بشكل عاجل مع عدم وضع الحسم العسكري كخيار لحسم المعركة في خطوات تؤكد
أن المليشيا تعيش اسوأ حالاتها وتريد من خلال هذه الدعوات الضغط من أجل العودة لطاولة التفاوض وحفظ ما تبقى لها.

الأحداث – آية إبراهيم

إنتصارات متتالية
وتأتي دعوات من يوالون المليشيا المتمردة بضرورة العودة للحوار واستبعاد الحسم العسكري بالتزامن مع تسجيل القوات المسلحة السودانية لانتصارات متتالية على المليشيا أبرزها مقتل
قائدها بالفاشر علي يعقوب وما تحقق من انتصار بالخرطوم بسلاح المدرعات خلال الساعات الماضية.

تأثير صدمة
وقال السياسي إبراهيم الميرغني “لا يوجد شيء أوصلنا لهذه الحالة المزرية غير الخطب العنترية الرعناء المتشنجة التي تبين شدة المعاناة النفسية التي يعيشها أبواق الحرب ودعاتها بعد أن كشف الواقع مدى زيف الشعارات التي سِيق بها الناس وهم تحت تأثير صدمة الحرب لتبني موقف الحسم العسكري في ساعات إمتدت لأيام وأسابيع وأشهر وها هي تمتد لسنوات حتى تضع الحرب أوزارها وحينها فقط سيعلمون فداحة ما جنوه بألسنتهم على بلادهم وأهلهم وأنفسهم”.

قطع طريق
وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات داعمي المليشيا للعودة للتفاوض يقطع قادة القوات المسلحة الطريق أمامهم بتركيز الجيش على حسم المعركة عسكرياً وهو يترك طاولة التفاوض جانباً بدليل حديث عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا الأخير وقوله ( أي زول عندو ورقة أو تفاوض يبلها ويشرب مويتها)، وتأكيده على أن الجيش أصبح في أفضل حالاته، وقبل ذلك حديث نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار ورده على دعوة الولايات المتحدة الأمريكية بالعودة لطاولة التفاوض ورفضه بشكل مباشر ذلك.

دلالة تقدم
وحول ذلك يرى الخبير العسكري الفاتح محجوب أن أحاديث قادة الجيش ومجلس السيادة دلالة على تقدم القوات المسلحة السودانية
واقترابها من حسم المعركة خاصة في دارفور، وقال “هو ما دفع القبائل التي تمثل حواضن الدعم السريع للبحث عن معادلة خروج من الحرب تضمن السلم الاجتماعي في إقليم دارفور وهي إشارة قوية إلى قرب إنتهاء الحرب لصالح الجيش السوداني”.
ولفت محجوب في حديثه لـ ( الأحداث) إلى أن التصريحات هي نفسها جزء من السياسة بالتالي هي تساعد الجيش ومجلس السيادة في الحصول على شروط أفضل في أي مفاوضات قادمة .

تعويل عسكري
ويقول رئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل إن صوت الغالب، بل الساحق من الشعب السوداني المكلوم هو ذات الصوت المنادي والمطالب بوقف الحرب فوراً رغم هذه المطالبات المتكررة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، إلا أن أحد الأطراف يصر إصراراً شديداً ويعول بشكل أساسي على الحسم العسكري الناجز.
ويضيف صندل “أن قولنا في الطرف الذي يصر على الحسم العسكري الشامل والكامل والحاسم الذي يستأصل شأفة الطرف الآخر أنهم يبيعون الوهم الكبير لجموع الشعب السوداني الذي بخبرته التاريخية التي استقاها من تاريخ الحروب في السودان يعلم أن ذلك الهدف بعيد المنال”.

مسار صحيح
بالمقابل يؤكد القيادي في المقاومة الشعبية المسلحة د. ناجي مصطفي أن المعركة بدأت تتجه للمسار الصحيح ، ويشير إلى إن التفاوض جريمة قانونية وإنسانية في معركة الكرامة “لأنه من الممكن أن نفاوض الشخص ونأخذ منه ونعطيه للوصول لنقطة وسط لكن السؤال ما الذي يمكن أن نعطيه للمليشيا حتى تتوقف الحرب؟”.
وقال بدوي في تصريح سابق لـ (الأحداث) “يجب وجوباً عينياً على الشعب السوداني والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية حسم المعركة عسكرياً، ولابديل للحسم العسكري إلا الحسم العسكري”.

إسكات البندقية
ويمضي القيادي بتسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خالد عمر يوسف في إتجاه وقف الحرب، ويقول إن استمرارها يوماً واحداً لن يعود للسودان بخير.
وقال خالد في تدوينة على “فيسبوك”: ‘لم ولن ننحاز لأي طرف من أطرافها، نحن منحازون فقط للسلام ولأمان شعبنا ورخاءه، هذا موقفنا قولاً وفعلاً ولن نتزحزح عنه مهما تكاثرت الخطوب”.
بدوره تمنى رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر يوسف الدقير أن تكون مناسبة العيد سانحة للمراجعة واجتماع كلمة الشعب – عسكريين ومدنيين – على نبذ الحرب وإسكات أصوات البنادق لصالح الاستجابة لصوت العقل والاحتكام للوسائل السلمية لمخاطبة قضايا الأزمة الوطنية المتراكمة والتوافق على معالجاتها عبر عقد اجتماعي جديد يعافي جسد الوطن المثخن بالجراح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى