ثقافة وفنون

انتشر في السودان، أغنيات الراب… فن الواقع و(الاحتجاج)

الاحداث – ماجدة حسن

انتشرت في الأونة الأخيرة، أغنيات وموسيقى الراب بالسودان، وتزايد اهتمام الشباب السوداني خلال الفترة الأخيرة بها، وأصبح لها جمهور واسع خاصة من الأجيال الحديثة، إذ أن الراب بحسب عدد منهم، فن مجتمعي عفوي يستهويهم، وغالباً ما  تركز تلك الأغنيات على محاربة العنصرية ومعالجة قضايا باتت هاجساً يؤرق المجتمع السوداني، إلا أن هذا النوع من الموسيقى واجه جدلاً مجتمعياً كبيراً.

 

زخم موسيقى

ولعل تزايد زخم موسيقى الراب، وهو ما شجع عدد من الفنانين على دخول المجال، بل وإقامة عدة حفلات جماهيرية ناجحة بل وسعى بعضهم لإقامة اتحاد خاص بهم، ولاقت الخطوة دعماً كبيراً من بعض شركات الإنتاج الفني التي باتت ترى الربح في هذا النوع من الموسيقى.

ويؤرخ البعض إلى أن ثورة ديسمبر تعتبر سبباً أساسيا في انتشار أغنيات الراب إعجاباً بالأيقونة أحمد أمين الذي نال إعجاب الشباب خاصة والراب يعكس مايحدث في المجتمع من مشكلات.

 

وسيلة احتجاجية

ويعتبر ظهور فن الهيب هوب، والراب، ظهرا باعتبارهما وسيلةً احتجاجية، ورد فعل وسط السود من الأمريكيين، لما تعرضوا له من عنصرية، ومشكلات مجتمعية مثل الفقر والظلم والتمييز، وبعدها صار فناً وثقافة عالمية؛ وربما انتشر في السودان لذات الأسباب السابقة، وتم استخدامه كوسيلة ومُعبّر عن الاحتجاج، والثورة فيما بعد.

 

طبقات شعبية

ويُتابع جمهور واسع  المشهورين من مغني الراب مثل أحمد أمين،  أيمن ماو، سولجا، حليم، وغيرهم ولعل الجديد في حالة ذيوع الراب عند السودانيين، أنّه بدأ وسط الشباب من الطبقات الشعبية، وفي ذات الوقت عند الطبقات السودانية المرفّهة، بسبب نشأتهم أو مولدهم في البلدان الأوروبية وأمريكا، أو العربية. ويربط المهتمون انتشار غناء الراب في السودان، بالفترة التي سبقت انفصال جنوب السودان عام 2011، بقليل. وهي ذات الفترة التي شهدتْ انفتاحاً في العمل السياسي، عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا 2005)، وكذلك تصاعد العمل المدني، والذي تبلور بعد سنوات بحركات الاحتجاج التي قادتْ ما عُرف بثورة سبتمبر 2013.

 

إنتاج ذاتي

والملاحظ ان معظم مغني الراب، يكتبون ويلحنون بأنفسهم ومن بينهم مغني الراب  قدّورة، حيث بدأ وقتها كتابة الأغنيات، وأنتج فيها ألبومه الأول، وكانت أغنياته تدور حول مشكلاته الشخصية، وكيفية التعايش مع كونه طبيباً ومؤدي راب في ذات الوقت، بالإضافة لقضايا المجتمع السوداني، وتأثيرات السياسة عليه، وانتشر غناء الراب كذلك وسط المغنيات حيث ظهرت في الفترة الأخيرة بعض، المؤديات لغناء الراب، مثل: سارة، ورنا بدر الدين، ومروة.

 

ترويج منتجات

ويتلاحظ في الفترة الأخيرة دخول الراب في إعلانات المجموعات السياسية لعكس أنشطتها. وكذلك الشركات التجارية، التي صارت تُصمم إعلاناتها التي تُروّج لمنتجاتها عبر أغنيات الراب، أو تستخدم صوراً لمغنيي الراب، كما في حالة المغني أحمد أمين، الذي ذاع صيته في الفترة الأخيرة، بأغنياته التي انفعلتْ بثورة ديسمبر، وفي أحداثها اللاحقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى