الناقد الدرامي السر السيد في إفادات: الشباب قدموا أعمالاً جريئة وأدعم خطهم وهذه ملاحظاتي (…)

الناقد الدرامي السر السيد في إفادات:

الدراما الجديدة تفتقر إلى  الحساسية الفنية والمجتمعية

 

في عهد الإنقاذ الممثلة لو صدمتها عربية تقع وما تقع الطرحة!

 

الشباب قدموا أعمالاً جريئة وأدعم خطهم وهذه ملاحظاتي (…)

 

الأحداث – ماجدة حسن

 

الناقد المسرحي السر السيد، ومدير إدارة الدراما في التلفزيون في عهد إدارة الراحل الطيب مصطفى الفترة التي شهدت الإنتاج الأكبر للدراما والتي كذلك طالها النقد والتشدد الذي تظهر به الممثلات مما أبعدها عن الواقعية في نظر البعض

 

نقلت للسر السيد أن  المسلسلات الجديدة، أصبحت تدخل  غرفة النوم في مشهد  أكتر واقعية من وقتكم الذي تكون فيه الزوجة محجبة داخل غرفتها، ورغم أنه محاولة للإقناع، إلا أن المشهد لم يتقبله الكثيرون، رغم أنهم يتقبلوها من دراما أجنبية، ما الحل؟

 

كالعادة السر السيد حاضراً لمرحلة القضية إذ يرى أن عدة تحولات في علاقة السودانيين بالدراما التلفزيونية، أول تحول فيها بدا بعد ضخ المسلسل المصري في النصف الثاني من الثمانينات، قبل ذلك لم تكن هناك دراما مقارنة لذلك كان هناك إنجذاب شديد وتفاعل شديد مع الدراما السودانية، فمنذ ظهور المسلسل  المصري وتراكمه ومن بعده السوري، بدا السودانيون المقارنة، وهنا يتحدث السر السيد  عن غير المختصين في الدراما: كانوا يروا مايحدث في الدراما المصرية لا يحدث في السودانية بالتركيز على البيت، الخاص  غرفة النوم كيف تتحرك المرأة في بيتها مع زوجها  وهذا التحول الثاني، بعد الإنقاذ.

 

مرحلة الإنقاذ التي كان شاهداً عليها قال إنها  فرضت غطاء الرأس واللبس الطويل والمسافة الاجتماعية بين النساء والرجال: مافي التحام مافي مسك أيدي وهذا ما زاد فكرة المقارنة أكتر، على الأقل فترة ماقبل الإنقاذ كان اللبس عادي لكن لم تكن فكرة سرير النوم موجودة من الأصل مقارنة بالآن.

التغليظ بدا يظهر مع الإنقاذ المرأة محجبة في غرفة النوم ليس ذلك فحسب لكن حتى لو صدمتها عربة مفروض تقع دون تقع طرحتها فعلاً كانت هناك إشكاليات.

 

ويؤرخ السر السيد للدراما بالموجات إذ يسمي مايحدث  بالموجة الأخيرة: وأنا أسميتها الموجة الثالثة في الدراما، مع الأجيال الشباب الجدد وظهرت مع مسلسل (عشم) أو أنا وثقت لها معه وبعد ذلك تبعها مسلسلات (سكة ضياع) (دروب العودة) وحتى الآن (قيد) وهذه المسلسلات الفاعلين فيها مجموعة من الشباب جاءوا حزمة مخرجين ومؤلفين مع بعض الاستعانة بالتيار الدرامي السائد، وهؤلاء اعتقد أنهم قدموا أعمالا جريئة قدمت عنهم حلقات في برنامجي (فرجه) وكتبت عنهم وأنا من المدافعين عن هذه التجربة بشكل جاد جداً وقدموا تجارب كثيرة ولمسوا قضايا حساسة ومهمة في المجتمع وجريئة ولأنهم يعرضوا إنتاجهم في اليوتيوب مساحات حرياتهم أوسع.

المتابعة لهذه الموجة وهذا التيار خلق جملة ملاحظات عند السر السيد: لكن من ضمن ملاحظاتي هناك مايسمى التقاليد لأي عمل، غير تقاليده الخاصة به الإخراج والتمثيل هناك تقاليد ذات طابع مجتمعي، بمعنى دراما من مجتمعك يفترض أن تعكس ثقافتك بكل أشكالها، لذلك الدراما ليست أفكار ومضامين فقط، إنما أفكار ومضامين وتقاليد، عندما نشاهد مسلسل مصري نرى عادات المصريين حتى طريقة أكلهم والفرق بين أكل المدن والريف ويناقشون قضية مثلاً حول المائدة المشهد يكون انعكاس لهذا الحديث في إشارة إلى إدخال  التقاليد في المشهد، ويرى في ذات السياق أن غرف النوم الموقف منها ليس لأنها جريئة أو غير جريئة، الموقف منها لعدم الخبرة وحساسية لمعرفة الثقافة المجتمعية: الأمر الآخر قدرات الفن على الاختزال هؤلاء يأتون بمشهد يكاد يكون حقيقي مية المية والدراما ليست بهذه الصورة في النهاية  هذه كلها تجارب، حتى لو أتينا بأمرأة محجبة في غرفة النوم، قد يكون أقرب للعمل الفني لأنه في النهاية تمثيل يشير إلى أن هذه المرأة هي زوجة الرجل الذي تراه وهم يمثلون وغير حقيقي، يمكن أن تكون  محجبة منقبة لا يفرق درامياً هذا ما يجب أن يعرفه الناس، وطالما لايفرق درامياً بين التطرف هنا وهناك يجب الوصول إلى منطقة وسط لا تثير حفيظة الناس مثل مايحدث الآن كثير من الناس يستنكرون ظهور  الطريقة الجديدة للدراما في غرف النوم، عموماً الموضوع ليس من الخطورة بمكان هو موضوع فني نناقشه في إطار العمل الفني لكن طريقة غرف النوم في الدراما الجديدة طريقة تنقصها الحساسية الفنية ناهيك من الحساسية المجتمعية تحتاج إلى معالجات  مغايرة ربما بسبب خبرة هؤلاء المخرجين لم يحتكوا الاحتكاك الكافي لأن الدراما ترسي تقاليدها، جانب المحجبة أيضاً ليست مشكلة كبيرة كله لايجب أن يثير ضجة إذا نظرنا له بالمنظور الفني والمنظور المجتمعي والاجتماعي.

Exit mobile version