المولد والحرب: ثلاثون موقفا في مقام السلوى والأسوة والبشريات

د. عثمان الكباشي

لئن حرم أهل الخرطوم من إحياء الذكرى 1452 لمولد سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي اعتادوا ، فإن العبر والدروس في سيرته المباركة تظل دائمة ملهمة ثرية، وإن غابت الخيام والزحام ومظاهر الابتهاج .
ولن يجد أحبابه في بلادنا من الذين نزل عليهم بلاء الحرب وويلاتها عزاء و سلوى عن ما أصابهم أفضل من منهاجه وحكمته يتذاكرونها فترد خوفهم أمنا ويأسهم رجاء .
ليس غير منهاجه شفاء لجرح المحبين ودواء للضر الأليم.
أصابه البلاء صلوات ربي وسلامه عليه بقدر إيمانه أضعاف ما أصابنا من البلاء ولكنه وصفته الناجعة أحالت كل ألم إلى فرح وكل مصيبة وهزيمة إلى نصر وفتح كما سترون في السطور التاليات.
فيا أهل البلاء والضراء تعالوا نتعرف كيف انتصر أسوتنا صلى الله عليه وسلم على كل التحديات وأحالها إلى فتوحات .

إرتبط تاريخ ميلاده بالانتصار على أبرهة صاحب الفيل ، ومابين أبرهة سنة 571 م وأبرهةزماننا بإذن الله ذات المصير ، نصرا يتولاه القدير : (أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُول )
يا من حزنتم على زغب صغار أحالتهم الحرب إلى أيتام ، تذكروا أن سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه ولد يتيما وعاش يتيما وتقلب في بيوت الكفالة بين الجد والعم ولكن اليتم جعل منه أعظم شخصية على وجه الأرض ، وقد أحالت العناية الإلهية كل بلاء إلى نعمة ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)
إلى الذين عضهم ناب الفقر والعوز بسبب الحرب تذكروا أن صفوة البشر صلوات ربي وسلامه عليه عاش فقيرا ومات فقيرا وتأبى على جبال الذهب ورضى برقع الثوب وخسف النعال وحلب الشاة .
إلى الذين شواهم لظى الجوع تذكروا أن درة الأكوان صلوات ربي وسلامه عليه ظل يعيش الشهر والشهرين وليس في بيته إلا الأسودين التمر والماء ، ويخرج من بيته جائعا يضع حجرين على بطنه الشريف ليسكت ألم الجوع .
إلى الذين فقدوا عملهم الرفيع وأضطرتهم الحرب إلى أعمال قاسية يرونها لا تناسبهم ، تذكروا بأن سيدكم وسيد الدنيا صلوات ربي وسلامه عليه قد كان راعي غنم مقابل قراريط من أهل مكة .
يا من فقدتم أطفالكم في الحرب وأحتسبتم فلذات أكبادهم ،تذكروا بأن خير أب في الدنيا صلوات ربي وسلامه عليه دفن بيديه الشريفتين كل بناته وأولاده قبل وفاته ، ماتوا جميعا في حياته أبا القاسم وعبد الله وابراهيم وأم كلثوم ورقية وزينب ،ولحقت به بنته الحبيبة فاطمة الزهراء بعد شهور معدودة من وفاته ، تولى بنفسه نعيها لحظة احتضاره ويبشرها بذلك ، ثم يلحق بالشهادة من بعده خلفاؤه و آل بيته أسيادنا أمراء المؤمنين عمر و عثمان وعلي وابنه الحسين و عدد كبير من آل البيت الكرام .
يا من تكاثرت عليكم الأحزان ووالتكم البلايا في عامكم هذا تذكروا بأن رحمة الله للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه فقد في عام الحزن عمه أبو طالب الحامي وزوجه خديجة الحانية ، ثم تتالت عليه المصائب والبلايا والحصار والتضييق في ذات العام .
يا من يؤذيكم حصار العالم لبلادكم ظلما وعدوانا تذكروا بأن أشرف الخلق وآل بيته حوصروا في شعاب بني هاشم ثلاث سنين حتى أكلوا الجلود وزاروا بيوت النمل بحثا عن الطعام ، ولكن فرج الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا .
إلى الذين احتسبوا الأحباب وارتقى منهم الشهداء ،تذكروا بأن إمام الصابرين صلوات ربي وسلامه عليه فقد في معركة واحدة أسيادنا حمزة العم والصديق والنصير ومصعب السفير وعبد الله بن جحش وسبعين مثلهم في زمن قل فيه النصير، شهداء ذلك اليوم 10% من تمام جيشه البالغ 700 بعد خزلان أبي سلول ورجوعه بثلث الجيش .
يا نساء السودان اللائ إحتسبن شهداء عند الله أولادهن وأزواجهن وإخوانهن تذكرن قدوتكن الخنساء خريجة مدرسة إمام أهل اليقين صلوات ربي وسلامه عليه ، احتسبت كل أولادها شهداء وهى تفخر بأن شرفها الله بذلك ويشغلها فقط السؤال عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتهديكن أرفع وسام في الصبر والفداء (كل خطب بعده يهون )
يامن تؤلمكم مناكفة قومكم ومغالطة بعضهم في الحق المبين ، تذكروا بأن قومه صلوات ربي وسلامه عليه جحدوا الحق وكذبوه وحاولوا سد عين شمس الحقيقة بالمغالطات ورميم الحجج وهم يعلمون سلفا صدقه وفضله .
يا من تؤذيكم من بعض قومكم و ساكنة بلادكم كلمات وأفعال الكراهية والحسد والأحقاد ، تذكروا حسد قومه وهم يصدون عنه الناس فقط حتى لا تقول العرب بأن بني هاشم قد سبقوا بالفضل وصار فيهم نبي .
يا من تؤذيكم أكاذيب غرف عمليات الحرب النفسية واختلاق والشائعات والأراجيف ، تذكروا بأن ذات الصنف من ساقط القول قد٧ سمعته أذن معلم الناس الخير صلوات ربي وسلامه عليه من هتيفة قريش الكذبة يرمونه جحودا بالكذب والشعر والجنون وطلب الملك والرئاسة .
يا من ترون تناصر العالم المتآمر على بلادكم وحق أهلها في السلام والاستقرار ، تذكروا تناصر قبائل جزيرة العرب وآخرهم أهل ثقيف في الطائف الذين لم يكتفوا بإرضاء أهل مكة حفاظا على مصالحهم الدنيوية فصموا آذانهم عن سماع كلمة الحق من ختام رسله صلوات ربي وسلامه عليه، بل حرضوا عليه السوقة والجوقة من الدهماء يصرخون في وجهه الشريف ويرمونه بالحجارة وقمئ الهتاف حتى أدموا أشرف الأجساد وأساءوا استقبال أنبل البشر .
يا من آلمتهم جروح أولادهم في القوات المسلحة والمجاهدين المتطوعين ،تذكروا جرح وجهه الشريف وكسر رباعيته ودمه الذي سال في أحد وهو ثابت أشد من ثبات الجبل الذي شهد المعركة ؟

يامن تقلقكم الانكسارات والهزائم العسكرية في المعارك ، تذكروا بأن المؤيد بالوحى والنصرة صلوات ربي وسلامه عليه لم يكسره أو ينل من عزمه الصميم ما حدث لجيشه المبارك في أحد ومؤته وأول معركة يوم حنين ، حتى نعلم ويعلم التأريخ بأن المعارك فيها الانتصار وفيها أيضا الانكسار ، ولكن العاقبة للمتقين والنجاة آخر الأمر للصالحين ، ونور الحق أخيرا سيزهق الباطل الزهوق ،وأن القاعدة المحمدية الخالدة كلماته في إذن قادةالمعتدين يوم أحد : ( لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار )
( وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
وفي مؤتة يستقبل جيشه وقد استشهد قادته الثلاثة زيد بن حارث حبه وابن عمه جعفر الطيار وصاحبه عبد الله بن رواحة وهو يواسي الجيش المنسحب ( مرحبا بالكرارين ) مقابل شعار المحبطين يومها ( أنتم الفرارون )
يا من عز عليكم التسامح مع ظالميكم وفاض بكم الغل عليهم تذكروه صلوات ربي وسلامه عليه وهو عائد من رحلة الطائف والملائكة تعرض عليه الإنتقام من ثقيف وهو يرد : عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا .
يا من أصابتكم خيبة الأمل في مواقف وأقلام من كنتم تظنون فيهم الخير ولكنهم تجافوا عن الحق المبين تذكروا بأن أكثر أهل الأرض برا وصلة رحم صلوات ربي وسلامه عليه قد اختار عمه أبو لهب طريق النار ذات اللهب ، وقضت حكمة الله أنه صلوات ربي وسلامه عليه عرض على العم الحامي الشفوق أبو طالب شهادة التوحيد ولكن غلبت عليه عصبية القوم فمات على غير الإيمان وصلوات الله وسلامه عليه يناديه: قلها يا عماه اشفع لك بها ، ويمضي دائما أمر ربك الأبدي ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
يا من هزتكم الخيانات والخزلان والعمالة للمخابرات من داخل صفكم وأحزابكم وبني وطنكم ، وشقت عليكم الانباء بأن بعض المؤتمنين خانوا الأمانة وطعنوكم من الظهر وآثروا لعاعة الدنيا على حماية الوطن والعرض وطول العشرة ، تذكروا بأن عبد الله بن أبي سلول كبير المنافقين شق ثلث جيش المسلمين ورجع به إلى المدينة قبيل لحظات من معركة أحد وأن الخيانة تمت في حق أعظم القادات صلوات ربي وسلامه عليه.
يا من تنقبض قلوبكم من أخبار الخذلان من الذين كنتم تظنون فيهم الولاء للوطن وحفظ العشرة وقد صعقتم لتفضيلهم القبيلة على الوطن والخيانة بدل الوفاء والاغتصاب للأعراض والنهب للأموال بدل مراعاة عهد الشرف والمروءة ، تذكروا أنه حتى من شهد بدر وسبق له الفضل والعتق من النار ، سجلت السيرة أنه في لحظة ضعف بشري قد آثر حفظ ماله ومصالحه الخاصة على حفظ سر الرسول وجيشه ، والثلاثة الذين خلفوا ، ولكنه صلوات ربي وسلامه عليه لم تضره خيانة وكفاه الله كل الشرور ، ثم تاب عليهم ليتوبوا .
يامن أخرجتم من دياركم وأموالكم وأنتم في خوف وانكسار ، تذكروا أنه صلوات ربي وسلامه عليه وصحابته الأكارم قد تركوا أحب بلاد الله إليه وآثروا الغربة وفقد المأوى والرزق بدل العيش في دار المذلة ومكر الظالمين الذين أرادوا بهم ما أرادوا بكم أن يقتلونكم أو يأسرونكم أو يخرجونكم ؟
يامن خرجتم من دوركم خائفين أمن الطريق وارتكازات الذل ، ألم تروه صلوات ربي وسلامه عليه يخرج يتلمس أمن الطرق ويتخذ الأسباب ويعاني مشقة المطاردة بين مكة والمدينة ؟
إلى المهاجرين : حتى إذا مسكم الضر فتقطعت بكم السبل وفقدتم مصدر الرزق الذي تعرفون ، أو مات بعض ذويكم في غربة غير مراتعهم وعشيرتهم ، تكفيكم مواساة الله ووعده ( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
يامن آويتم واستقبلتم الأهل في دوركم التي وسعت الأرحام والأحباب رغم ضيقها ، هل لكم من قدوة خير من الذين نزل فيهم ( الذين تبوأو الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) وهل لكم من جزاء وسعادة أكثر من أن يقترن وصفهم ومدح الله لهم بمثل صنيعكم مع أهلكم ، كما نزلت بذلك آيات القرآن الكريم وصحيح الآثار؟
همسة ذكرى و عتاب في إذن الذين نسوا تراث أهل الإسلام والسودان في إكرام الضيف وفعل المروءات ، فطغت عليهم شهوة الطمع وشح الأنفس فضيقوا على المهاجرين بالمغالاة في الإيجار، ونسوا مقامات (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ).
أم نكن والاعاذة با الله من من ورد فيهم (هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِۦ ۚ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمْثَٰلَكُم)
إلى الذين جرحت كرامتهم بأعظم الفتن والبلايا من الذين نال الكلاب من أعراضهم حتى سارت بحكايات الاغتصاب الركبان ، أليس لكم عزاء إنه صلوات الله وسلامه عليه تعرض لفتنة الإفك التي خلد الله فيها براءة زوجه الشريفة ، وكانت العبرة أن رمى المؤمنات الغافلات والسعى لأذاهن هو دأب الفاسقين الذين تجاوزت سفالتهم إلى ما بعد الحيوان وبهيمة الأنعام ، ولكن تظل الشريفات بريئات والكلاب كلاب .
إلى الذين يستعظمون حرمة الدماء وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، كبيرة الكبائر وأعظم الجرائم ، ويستبشعون جرائم الوحوش المتمردة ، لن تجدوا مواساة وتطمينا أعظم مما أخبر الله به وبلغه الرسول صلوات ربي وسلامه عليه حينما تلى عليكم آيات قتل الظالمين للرسل والأنبياء والصالحين : (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
وهو ذات ما أخبر الله به وبلغ الرسول في حكايات البلاء الذي يأتي على قدر الإيمان ،وأن أشد الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل ، أليس ما يصيبنا اليوم ،هو بعض ما أصاب أسيادنا رسل الله صلوات ربي وسلامه عليهم من لدن نوح وابراهيم وصالح وهود ويوسف وموسى وهارون وعيسى حتى خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إلى الذين يستبطأون النصر ويحاصرهم اليأس ، تذكروا بأنه ما ينبغي لمؤمن شهد لله بالقوة والعزة أن يشك في وفاء عهد الله ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )
قد يعجل المرء بطبعه في طلب النصر ( وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ولكن القرآن يذكرنا بأن للنصر مواقيت ، ويلزمه إجتياز مطلوبات البلاء أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ)
(حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسْتَيْـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ)
هل أنستنا شدتنا هذه تفاؤله وهو وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم في شدة أكبر مما بنا ، يأتونه في ظل الكعبة المشرفة يشكون إليه ظلم قريش وعذابها لهم وهو يقول مطمئنا واثقا : ( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حض حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون )
وكل عام وأنتم في رحاب هديه وعلى منهاج سنته ومحبته.

Exit mobile version