المليشيا تحتجز الأسر والمرضى وتمنع سفرهم إلى مناطق سيطرة الحكومة

الأحداث – وكالات
احتجزت مليشيا الدعم السريع مئات المدنيين المسافرين من دارفور، في منطقة أم بادر بولاية شمال كردفان، حيث منعت سفر الأسر والمرضى إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وروت سلوى محمد نور، وهي واحدة من بين مئات الأسر التي احتجزتها المليشيا في بلدة أم بادر، قصة مؤلمة عن معاناتها، بعد أن مكثت لأكثر من أسبوعين إلى جانب مئات العائلات التي احتُجزت على طريق أم بادر – الدبة.

وقالت سلوى لـ “دارفور24” إنها كانت في طريقها إلى مدينة الدبة برفقة والدتها التي تعاني من مضاعفات مرض السكري، حيث اتخذت قرار السفر بعد أن فقدت الأمل في الحصول على العلاج داخل مدن دارفور.

وأشارت إلى أنهم تفاجأوا بمنعهم من مواصلة السفر واحتجازهم قسرا في منطقة قريبة من مدينة أم بادر، دون أن يتمكنوا من إكمال رحلتهم أو العودة إلى مدينة الضعين.

وذكرت أن مجموعة الدعم السريع طلبت منهم دفع مليون جنيه مقابل استثنائهم، وجرى احتجازهم مرة ثانية من قبل مجموعة أخرى، مع مصادرة هواتفهم.

وأفادت سلوى بأن معظم المحتجزين من المرضى والطلاب الراغبين في مواصلة تعليمهم، مشيرة إلى تسجيل حالات وفاة بصورة يومية وسط المرضى المسافرين بسبب طول فترة الاحتجاز، فضلًا عن نفاد الأموال التي كانت بحوزة المسافرين.

وفي السياق، ذكر أحد السائقين من مدينة الضعين بولاية شرق دارفور لـ “دارفور24″، أن ثلاث مركبات تقل 30 راكبًا اضطرت للعودة إلى مدينة عديلة من منطقة أم بادر، بعد أن قطعت مئات الكيلومترات، بينما لا تزال نحو 55 مركبة محتجزة.

وتطابقت رواية السائق، مع إفادات مسافرين وصلوا إلى شرق دارفور قادمين من مدينة الدبة، أكدوا احتجاز عشرات المركبات في مناطق الناعم وأم بادر والمنجم، حيث قضى الركاب أسابيع وهم يعانون آلام المرض والجوع، في انتظار قرار من المليشيا باستثناء الحالات المرضية.

بدوره، قال المواطن نورالدين أحمد لـ “دارفور24” إنه فقد الاتصال بزوجته وابنته وزوجة ابنه، الذين كانوا في طريقهم إلى مدينة الدبة قبل أسبوعين بغرض التعليم واستخراج مستندات رسمية.

ولفت إلى أن آخر اتصال معهم كان في منطقة الناعم، حيث جرى احتجازهم من قبل أفراد إحدى النقاط العسكرية، ثم أُفرج عنهم قبل أن تحتجزهم مجموعة أخرى، مؤكدًا أنه لا يعلم مصيرهم حتى الآن.

من جانبه، قال أحد قادة المليشيا في غرب كردفان لـ “دارفور24” إن القوات المنتشرة في نقاط الارتكاز على الطرق المؤدية إلى مدينة الدبة تلقت توجيهات بمنع حركة المسافرين الشباب إلى المدن الخاضعة لسيطرة الحكومة.وأقر بفرض رقابة صارمة على حركة السفر، لا سيما وسط فئة الشباب.

ويواجه المدنيون المسافرون من مدن غرب السودان الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع صعوبات بالغة وأوضاعًا إنسانية معقدة، إلى جانب انتهاكات تشمل الاحتجاز القسري، والابتزاز، والحرمان من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل العلاج والتعليم واستخراج المستندات الرسمية، وهي خدمات لا تتوافر إلا في المدن الخاضعة لسيطرة الجيش.

Exit mobile version