الأحداث – متابعات
كتب المخرج مجدي عوض صديق عن حضوره في معهد جوته لاعمال مسرحية سودانية بالقاهرة وهي “يوم معهد جوته” و “الذاكرة المتناثرة
الشتيلة” تأليف واخراج ماجدة نصر الدين “.
ماجدة نصر الدين اختارت حديقة معهد جوته الخارجية مكانا للعرض مستغلة الأشجار كرموز بصرية تحاكي بوادي غرب السودان، هذا التوظيف المكاني لم يكن مجرد ديكور بل جزء من بنية العرض حيث أصبح المكان نفسه حاملا للذاكرة و ماجدة في رؤيتها الاخراجية اعتمدت على الفرجة وعلى التفاعل المباشر بين الجمهور، كان التداعي المتقاطع للذكريات وحكايات بصرية وصوتية تستدعي الذاكرة الجماعية من الاغاني التي شارك فيها الجمهور والرموز والدلالات في الأزياء و الاكسسوارات التي نقلت الصورة المشهدية بتلقائية و ملامسة وجدان الجمهور. العرض الثاني “عبر الأثير ” تأليف وإخراج حاتم محمد علي في هذا النص ظهر تأثر حاتم بعمله في الاذاعة السودانية في كتابته للنص واستدعاء ذاكرة العمل و الموجات والتحول والتنقل و قدم عرض على خشبة المسرح الداخلي تم بناء النص على ذاكرة صوت التنقل على موجات الراديو و ذكريات مختلفة بحيث ارتبطت الموجات والحركة مع الفكرة و الإضاءة كانت دقيقة بها عمق بصري والصوت عنصر سردي أصيل والقطع والتواصل في الموجات كان دلاله ورمز لانقطاع و تردد الذاكرة، بينما الأداء التمثيلي بلغ ذروته مع قاسم العربي و إيهاب بلاش وايمان في اداء تلقائي راقي، هند زمراوي تألقت بأداء نابض بالحيوية، وسلمى يعقوب أضافت وهج خاص في شخصية بائعة الشاي في حضور فني جميل.
ثم عرض “شارع خفي في البال” تأليف وإخراج د. طارق علي كان هذا العرض اول عرض أشاهده من تأليف واخراج طارق علي، نص مدهش وعالي الجمال واللغة و الترابط والانسجام، العرض نجح في تحويل الألم إلى لغة مسرحية والشتات إلى بنية سردية لم يقع في تداعيات الميلودراما الفردية بل حافظ على رصانته وعمقه كنص وجمالياته كنص مسرحي كامل.
