الفاتح حمدتو يروي قصة اغنية لم يسمعها أحد

الأحداث – ماجدة حسن
روى الشاعر والملحن الفاتح حمدتو قصة أغنية تم انتاجها قبيل الحرب بوقت قليل لم تكتمل ولم يسمعها أحد وربما لم ينج منها الا تسجيل صوتي، والأغنية هي “وتاني نغني لام درمان” كلمات والحان الفاتح حمدتو..
ويرى حمدتو أم درمان وطناً كبيراً، لا لأنّها تجمع الجميع في حدودها، بل لأنها تمنحهم إحساس الانتماء دون أن تطلب منهم التخلّي عن ذواتهم. وطنٌ يُعلّم أبناءه أن التنوّع يمكن أن يكون مذاقاً حلواً طيباً، وأن المجتمع حين يُبنى على الإنسانية، يسمو، ويصير جديراً بأن يُحب، وأن يُعاش، وأن يُدافَع عنه كأجمل ما في الأوطان ..وقال :”هناك كتبتُ (بانوراما السودان) وهناك كتبتُ (بانوراما أم درمان) وهناك أيضاً كتبت (وتاني نغني لام درمان)”، واضاف “قمت بوضع لحن لها قصدت أن يكون دائرياً ليمثّل أم درمان، البوتقة التي انصهرت فيها كل الأعراق وجاء إليها الناس من كل حدبٍ وصوب، وأصبحت السودان المصغّر. أشركت معي أخي الحبيب مخرج الروائع شكرالله خلف الله في التصوّر العام وسجّلنا (القايد) بأصوات أجيال مختلفة عند الأخ الحبيب إسماعيل أب راس. وقد تم اختيار الأصوات بعناية، حرصنا أن تمثّل كل الأجيال والأعراق داخل الوطن الواحد الموحّد وقلبه النابض (أم درمان) تم التصوير في قلب العاصمة – جزيرة توتي – وشارك فيه الفنانين شرحبيل أحمد ،عبدالقادر سالم، سيف الجامعة ،وليد زاكي الدين، أحمد بركات ، فدوى فريد، حسين صديق ،وكان ذلك في مارس 2023 حيث بدأ شكر الله خلف الله حينها عملية المونتاج لإخراج ذلك العمل المختلف الذي شارف نهايته مع بداية الحرب اللعينة”، واضاف حمدتو متحسرا:
“ولكن للحرب تبعات وتداعيات .. عندما تأتي لا تكتفي بتقتيل الناس وتدمير البيوت، بل تدمّر الذاكرة الوطنية أيضاً. وقد تقضي حينها على تسجيل فيديو يحمل صوتاً وصورة لأغنية وطنية بُذِل الكثير لإخراجها ولم يشاهدها أحد، فيضيع معها جهد كبير ورسالة صادقة. لم يكن ذلك التسجيل مجرد ملف، بل توثيقاً للحظة حب وانتماء. وحين يُسرق أو يُدمَّر، لا نخسر عملاً فنياً فقط، بل نخسر شاهداً كان يقول إن الوطن ما زال حياً فينا رغم كل شيء”،
وأردف: “لم ينفرط عقد النجوم، بل ترجّل د. عبدالقادر سالم (رحمه الله) بشخصه، وظلّ يشاركنا بصوته. فالذين يتركون أثراً لا يرحلون، بل يتحوّلون إلى ذاكرةٍ حيّة تمشي معنا وتدلّنا. إنه يعيش بيننا كلما ردّدنا كلماته، وكلما ذكّرنا أن الإنسان لا يُقاس بطول مكثه في الأرض، بل بعمق ما يزرع ..
نحتفظ الآن بتسجيل للصوت فقط، عسى أن تظهر الصورة يوماً
يا خسارة ..(وتاني نغني لام درمان)” يقول مطلعها ؛
إنتي جمعتي كل الناس
وجبتي حضارة الإنسان ..
فيكي العالِم الدارِس
وفيكي المبدع الفنان ..
وفيكي العامِل الكادح
وفيكي الخلوة والقرآن ..
وفيكي بناتنا زي الفُل
وفيكي وفيكي يا ام درمان.



