رأي

الطريق الثالث الذي تتجاهله القيادة !

رشان أوشي

يعود الناس إلى الماضي عندما يخذلهم الحاضر، ويبحثون فيه عن تلك النماذج المثالية التي تغيب الآن عن مواقعها وأدوارها، ولكن التغافل عن نماذج مثالية حاضرة وتقوم بدورها، والتعلق بأشياء من الماضي ربما يمكن وصف هذه الحالة بالتوهان.

هو ذات التوهان السياسي الذي تعيشه الدولة الآن، وأعني بالدولة هنا ليست المؤسسات الوطنية وإنما الشخصيات والعقول التي تدير الأمور وتوجهها.

غريبة المقارنة بين مجموعة أحزاب وشخصيات من الماضي، تمت تجربتها حتى نفذت صلاحيتها الجماهيرية أولاً، وقدرتها على الفعل السياسي ثانياً، وبين تيار المقاومة الشعبية الذي قاد الجيش إلى النصر في معركته الدولية، بأن هزمت المقاومة الشعبية كل دعاوى المليشيا وحاضنتها السياسية، التي حاولت أن تدفع بالحرب إلى اتجاه كونها تعبر عن تطلعات شعبية في التحول الديمقراطي، وأن تجعل من القوات المسلحة كياناً موازياً لمليشيا ولدت من رحم موقف سياسي وليس وطنياً.

هل يحتاج الجيش لمؤيدين؟ نعم ، هاهو يحظى بتأييد كل الشعب السوداني، الذي قدم أروع نموذجاً للصمود والبطولة؛ بأن احتمل السكنى بمعسكرات إيواء وانتظار المساعدات الإنسانية؛ لم يتذمر، أو يتراجع لحظة عن دعم القوات المسلحة وتأييدها، بل ومضى الشعب السوداني في تضحياته ومساندته للجيش إلى مرحلة الدفع بفلذات أكبادهم إلى معسكرات الاستنفار الشعبي للقتال جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني.

هل يمكن مقارنة هذه الحاضنة، بحفنة أحزاب بالية وشخصيات عفا عليها الزمن؟ وإنفاق المال على مؤتمرات هلامية لن تقدم خطوة واحدة على طريق معركة الجيش السياسية والعسكرية.

لم تعد حرب السودان مسألة سياسية أو عسكرية. إنها قضية أخلاقية ترسم صورة لحالة البشر وتقسمهم ما بين مجموعة انتهازيين، وآخرين عملاء وما بين شباب المقاومة الشعبية وأبطال معركة الكرامة.

إذا كان الجيش يبحث عن حاضنة جماهيرية، فالشعب السوداني كله خلفه، وإن كان يبحث عن سياسيين فمن يتصدرون المشهد الآن ليسوا بالشخصيات المناسبة لخوض معركة سياسية بحجم المؤامرة على السودان، ينبغي أن تراجع القيادة العليا رؤاها وأدواتها.

بهذه المناسبة أحب أن أرفع قبعات الفخر والإعزاز بأبطال الدفعة (٥٤) قوات مسلحة، من ضباط مشاة، نسور الجو وبحرية ، لقيادتهم المذهلة للمعركة على الأرض باحترافية يحسد عليها الجيش السوداني، وان انحني تقديراً لتضحيات الشهداء الأبطال من الدفعة (٥٤) قوات مسلحة، الشهيد الرائد سهل، والشهيد الرائد ناصر عجيب و(٢٢) شهيداً آخر من رحم هذه الدفعة المميزة.
محبتي واحترامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى