تقارير

السيارات المفقودة في الخرطوم.. ابتزاز ومصير مجهول

أم درمان – أمير عبدالماجد
آلاف السيارات مبعثرة هنا وهناك ومسلوبة إلا من عمودها الفقري.. مشهد مكرر في شوارع الخرطوم وفي الطريق الرابط بين الخرطوم وولايات مثل الجزيرة وغيرها.. سيارات تحولت إلى حطام نهبت من الخرطوم والجزيرة وغيرها وحولها اللصوص إلى منصة للحصول على الاسبيرات.. معظمها سيارات من موديلات حديثة.. من النادر أن تجد بين هذه السيارات سيارة قديمة… نقلت مليشيا الدعم السريع ملايين السيارات إلى خارج الخرطوم والجزيرة وهي مناطق تعرضت لعمليات سلب ونهب كبيرة.. نقلت إلى دول الجوار في العام الأول والثاني للحرب.. سيارات مواطنين وأخرى حكومية وبعضها سيادي وسيارات اسعاف وسيارات السفارات والمنظمات جميعها إما نهبت أو تعرضت للدمار.

آثار الحرب :
في الخرطوم تلحظ بوضوح آثار الحرب على السيارات القتالية وسيارات المواطنين التي حولت المليشيا بعضها إلى سيارات قتالية وناقلات جنود.. آلاف المواطنين يبحثون الان عن أثر سياراتهم هنا وهناك .. بعض السيارات وجدت ولم تفقد الكثير من أطرافها .. البعض وجد سيارته وقد فقدت أبواب مثلا أو عجلات والبعض وجدها عبارة عن هيكل بدون ماكينة ولا أطراف … ومع تحرير الخرطوم والجزيرة اعتقد كثيرون أن الوقت حان للبحث عن سياراتهم ومعرفة مصيرها ومعرفة ما إذا نقلت خارج الدولة أو لازالت في دارفور وبعض مدنها التي تتمترس فيها مليشيا الدعم السريع أو ربما لا زالت في الخرطوم أو الجزيرة أو سنار على سبيل المثال.

اضطرار وتسوية :
د.طارق محمد الأمين ممن فقدوا سيارات كانت بمنزلهم بمنطقة بحري قال “عندما خرجنا وغادرنا المنزل اعتقدنا أن الحرب ستنتهي خلال أيام لم نتوقع ولم نقرأ الأحداث كما يجب”، وأضاف “حتى بعد تحرير الخرطوم لم نقرأ الأحداث بصورة صحيحة لدي ثلاث سيارات كانت موجودة بالمنزل وجدنا سياراة واحدة ولم نجد الاخريات وهي سيارة من نوع “سنتافي” وجدناها في الخرطوم واضطررنا لنقلها بعد ددفع مبلغ اتنين مليار جنيه لمن وجدها وهو مبلغ حدده هو ولم نحدده نحن واضطررنا لدفعه بالاضافة الى مبلغ ترحيلها من الخرطوم إلى ام درمان حيث نتواجد الان”، وأضاف “من وجدها صورها واخريات ووضع رقم هاتفه وعندما تعرفنا عليها اتصلنا به فطلب مبلغ أكبر لكننا توصلنا لتسوية معه لان عدم الدفع قد يعيدنا للمربع الأول قد لا نجد السيارة وقد نجدها مشلعة تماما لذا اضطررنا للدفع وماحدث معنا ليس أمرا استثنائياُ هذا يحدث كل يوم وفي اغلب السيارات تقريباً”، وأردف “بحكم متابعتي لسياراتي سمعت قصص كثيرة لاشخاص وصلتهم صور السيارات بحالة معقولة وعندما رفضوا الدفع استلموها مشلعّة تماماً”، من هؤلاء الأشخاص معز داؤود الذي قال إنه تتبع من وجد سيارته البوكس وعرف مكانها وحصل بناء على بلاغ مفتوح في النيابة على تصريح بمداهمة المكان واستلام السيارة وفقا للقانون، وأضاف “كنت شاهدت مقاطع للسيارة أرسلها لنا من ادعى أنه وجدها وهي بامان”، وتابع “لم اتعرف عليها عندما وجدناها كان قد شلعها تماما وحولها الي كتلة حديد”، وقال “استلمتها لكنها بحاجة إلى سيارة كي تعود إلى ما كانت عليه”، وقال “صحيح المليشيا هي من سرقها وسرق بعضا منها لكن الصحيح أيضا أن من وجدها حولها إلى ما هي عليه الان وانا لست نادما عل ى عدم استجابتي لرغباته ودفع المال لو اعاد الكرة مليون مرة لن ادفع مليما”.
وتبدو قصص كثيرة قريبة من هذه القصص لسيارات تعرض أصحابها إلى الابتزاز وإن كان البعض قد استعاد سيارته دون الدخول في ابتزاز أو مساومات، يقول أمجد سراج وهو من أبناء الخرطوم 2 إنه استعاد سيارته دون دفع أي مبلغ مالي إذ وجدت سيارته في منزل بالمنشية يبدو أن أفراد المليشيا اقاموا فيه وتركوا السيارة هناك عندما غادروا، وأضاف “فقدت بعض أطرافها وبدأ بعضهم محاولة تشليع لم تكتمل على مايبدو وعندما غادروا وجد إبن أخي أحدهم وقد نشرها على فيس بوك واتصلنا به واستلمناها”، وتابع “استلامها لم يكن صعباً لكن خروجها من هناك إلى شندي كلفنا أموال طائلة وزادنا ضرر على ضررنا”.

عمليات تشليع :
في السياق أعلنت شرطة ولاية الخرطوم أن كل المواقع التي تعلن عن سيارات في العاصمة غير رسمية، وحذرت المواطنين من عمليات الاحتيال، جاء ذلك بعد القاء القبض علي مجموعات كبيرة في بحري تنشط في تشليع السيارات، وقالت الشرطة إن عمليات تشليع واسعة للسيارات المفقودة تجري في الخرطوم يقوم بها أفراد نظاميين ينشطون في وسائل التواصل ويدعون مساعدة المواطنين في الوصول إلى سياراتهم المفقودة.
وكانت المباحث الجنائية قد ألقت القبض على شبكة اجرامية تحتال على المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتدعي قدرتها على الوصول لسياراتهم وتسليمها اياهم مقابل مبالغ مالية”.

استعانة بالسلطات:
ويقول مولانا أبوبكر عمر السيد إن المواطن مضطر للتعامل مع هذه المجموعات لان سيارته معهم فعلياَ، وأضاف “يجب أن يدونوا بلاغات في البداية ولو تأكدوا من وجودها في مكان ما عليهم الاستعانة بالنيابة والشرطة للوصول اليها”، عموما واقع الحال الان أن آلاف السيارات لازالت مفقودة ليس فقط لانها خرجت من الولاية بل لان مجموعات ما في مكان ما حولت الأمر إلى تجارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى