رأي

السودانيون في الغربة

د. إبراهيم الأمين

السودانيون في الخارج لديهم سمعة عالمية ممتازة، هذه السمعة ليست مجاملة، بل نتيجة لتراكمات تاريخية وأخلاقية وسلوكية واضحة. 

عُرف عن السودانيين في المهجر وفي مختلف دول العالم من الخليج إلى أوروبا وإفريقيا والأمريكتين بصفات راسخة جعلتهم محل احترام الحكومات والمجتمعات المضيفة، وقد ساهم هذا السلوك في تعزيز صورة السودان عالمياً وفتح أبواب الثقة والتعاون. 

السودانيون يحظون بسمعة ممتازة، والدليل أن العديد من المؤسسات الحكومية في الخليج تشير إلى أن السودانيين من أكثر الجاليات ثقة في الوظائف الحساسة. 

السودانيون تاريخياً بعيدون عن التدخل في الشؤون الداخلية في الدول التي يعيشون فيها، هذا السلوك جعلهم ضيوفاً محترمين أينما ذهبوا، ورفع مستوى قبولهم وطمأنينة الدول تجاههم. 

وعُرفوا أيضاً بحسن الخلق، وهم في المهجر أقل تسجيلاً للمخالفات القانونية، وزاد ذلك من القيمة المتبادلة بينهم. 

إن السوداني يحتفظ بهويته وقيمته، ويتفاعل إيجابياً ويندمج مع الآخر دون ذوبان فيه، ومن الإيجابيات لدى المغتربين أن السودانيين أكثر تضامناً في أي بلد فيما بينهم، وهم ليسوا مجرد عاملين بالخارج، بل سفراء للقيم الأصيلة، والدليل أمانتهم واحترامهم للقانون. 

السودانيون بالخارج هم روافد التنمية والاستقرار في السودان وأقوى مصادر صورته الإيجابية في العالم، لذلك ليس غريباً على شعب يبادلهم المحبة والوفاء أن نفكر في مشروع بمقام السودان وبمقام أبناء السودان في الخارج، مشروع عائده للسودان ولكل السودانيين دون تمييز. 

المشروع هو إقامة كيان عملاق يليق بالسودان تحت اسم (إقليم السودانيين بالخارج)، وهو إنجاز سيضاف إلى إنجازاتهم الكبرى. 

العالم في حالة تطور مستمر ومتصاعد، عالم لا مكان فيه للضعفاء، وفي هذه المرحلة واجبنا جميعاً أن نجتهد لتطوير وبناء السودان الجديد. 

فكرة المشروع هي تطوير لمشروع سابق (وزارة المغتربين) لكاتب هذه السطور، له دور أساسي فيه. فمشروع الوزارة قد تم تحجيمه ولا أزيد!! 

تطور الفكرة لصالح السودانيين وليتم اللحاق بما يحدث في الدول المتقدمة. 

  

  1. أهمية المشروع :

١_ السودانيون بالخارج يعدون أكبر داعم للاقتصاد الوطني. 

٢_ المشروع سيكون واجهة السودان الدبلوماسية. 

٣_ المغتربون لديهم مؤسسات، وخبرات، وتعليم بمستويات عالية. 

٤_ المغتربون قدموا للوطن الكثير في حالتي السلم والحرب والأزمات. 

٥_ المشروع قيمة مضافة اقتصادية واجتماعية وسياسية. 

٦_ المشروع يعزز اللحمة الوطنية، والسبب المباشر في التفكير فيه أن حالة السودان مقارنة بما يحدث من تطورات في الدول العربية والإفريقية تحتاج إلى عمل كبير للحاق بهذه الدول. 

٧_ للمغتربين موارد مالية ضخمة  

٨_ ارتباطهم بالوطن عميق وصادق وبرهنوا ذلك في كل الأزمات التي مرت بالسودان. 

٩_ لهم قيمة سياسية واستراتيجية واقتصادية تعادل وزارة كاملة. 

  1. المطلوبات العملية لإنجاح المشروع :

١_ انتخاب مجلس تشريعي للإقليم إلكترونياً. 

٢_ تشكيل حكومة للإقليم وربطه ببقية الأقاليم. 

  1. لماذا الفيدرالية في السودان؟

السودان دولة واسعة، بتعدد ثقافي وإثني وجهوي، وبمساحات شاسعة وحروب وصراعات مزمنة، هذه المعطيات تجعل الفيدرالية ليست خياراً سياسياً فقط بل ضرورة بنيوية. 

والسودان ظل تاريخياً يعاني من أزمات متواترة، ويتطلب هذا إعادة التفكير في تقسيمه على أساس اقتصادي/تنموي بدل التقسيم السياسي، وإنشاء إقليم جديد (إقليم السودانيين بالخارج) فيه اعتراف بدورهم في الاقتصاد السوداني. 

٣_ خلق روابط مؤسسية موحدة لملايين السودانيين المغتربين حول العالم. 

٤_ يمثل إقليم السودانيين بالخارج ككيان مؤسسي يتمتع بتمثيل سياسي وخدمي كامل. 

المشروع يطرح للتداول حوله لكل السودانيين، ولمركز ٦ أبريل للدراسات الاستراتيجية والثقافية دراسة مفصلة حوله. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى