السفير عبدالله الأزرق في ذمة الله

مهدي إبراهيم محمد
(إنا لله، وإنا إليه راجعون).
سبحان الله الذي جعل الموت ساريا فاشيا بين الناس جميعا، رسلا وأنبياء، ملوكا ورؤساء، رجالا ونساء، أطفالا وكبارا، وعامة ونبلاء !!!
فلمن ننعي السفير الأزرق اليوم، لأسرته الصغيرة والكبيرة، أم لأهله وأحبابه، أم لإخوته في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، أم لأهل القضارف خاصة، أم لزملائه في وزارة الخارجية، أم للجالية السودانية بتركيا، أم لأهل السودان عامة، وقد كان سفيرهم جميعا، في بريطانيا وفي عديد من الأقطار سواها !!!
لئن كان المرء فينا يكفيه أن يكون ذا صفة واحدة (فقد كان الأزرق، فقيد هذا الوطن العزيز) أديبا وشاعرا، كما كان كاتب مقالات شهيرا، ودبلوماسيا وسفيرا كبيرا، بل حافظ أسرار، وراوي أخبار، لا يشق له غبار، ولكنه كان ينطلق في كل ذلك من قاعدة رسالية حاكمة !!!
لقد كان الأزرق (لواء مكتمل الأركان) مدججا ومزودا بثقيل المعدات وعديد المواهب والقدرات، فكم تصدي وصد هجمات، وكم سد ثغرات، وكم جرد كتائب وقوات !!!
نسألك اللهم أيام كلمنا وجراحنا هذه، واسع رحمتك وغفرانك، وعظيم عفوك ورضوانك، وعالي جنانك، لأخينا الحبيب عبدك (الأزرق) الذي قدم إليك راضيا مستبشرا، بأن تلحقه بزمرة خير من أنعمت عليهم : من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، وارحم واعف واغفر لنا وله.
و(لاحول، ولا قوة، إلا بالله، العلي العظيم).



