الجيش والمليشيا.. كل الطرق تؤدى إلى “جنيف”
الأحداث – عبد الباسط إدريس
فى زيارة وصفت بأنها لمهمة “محددة” أنهى المبعوث الامريكي الخاص للسودان توم بيرييلو زيارة إلى أديس أبابا، في وقت ترددت أنباء عن مغادرة المبعوث السويسري بورتسودان بعد زيارة غير معلنة، فماذا يجرى وراء الكواليس؟.
لقاءات المبعوث:
قبل مغادرته إلى أديس أبابا أطلق المبعوث الامريكي توم بيرييلو سلسلة تغريدات وصفت بالايجابية تجاه الحكومة الانتقالية بقيادة البرهان، المبعوث الأمريكي أوضح أن أصراره على لقاء البرهان في مطار بورتسودان سببه تقييم حكومة بلاده للحالة الأمنية، وأوضح أن الجيش السوداني رفض ذلك وأنه يحترم هذا القرار لكن المبعوث في هذه السلسلة من التغريدات قال إنهم يحضرون لمؤتمر سياسي بمشاركة طرفي الحرب.
تقول مصادر مطلعة لـ(الأحداث) إن زيارة توم بيرييلو إلى أديس أبابا للوقوف على الأوضاع السيئة للاجئين السودانيين في غابات اثيوبيا لم تكن سببا للزيارة، وقالت المصادر إن الزيارة هدفها الأول هو تحريك العملية السياسية للاتحاد الأفريقي، مؤكدا لقاء المبعوث بعدد من قيادات “تقدم”، ورجح أن تكون هناك ترتيبات اثيوبية أفضت لعقد لقاء بين المبعوث الأمريكي ومسؤول سوداني.
دعوة ثانية :
وفي مزامنة مع زيارة مبعوث إدارة بايدن، أعلن الاتحاد الأفريقي عن جولة ثانية من الحوار السوداني بمشاركة تحالف القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، وكانت الأخيرة قد قاطعت الجولة الأولى من الحوار بزعم أنها عملية يسيطر عليها عناصر النظام السابق، وأفضت الجولة الأولى لمشاركة نحو 60 شخصية سودانية تضم أحزاب وكتل وشخصيات عامة أبرزها الكتلة الديمقراطية بقيادة نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل جعفر الميرغني وقوى الوفاق الوطني بقيادة مبارك الفاضل بجانب حركات سلام جوبا، وأوصت الجولة الأولى بعزل المؤتمر الوطني من المشاركة في أي ترتيبات مستقبلية بعد الحرب.
وشرع الاتحاد الافريقي في توزيع الدعوة للقوى السياسية للمشاركة فى الجولة الثانية باديس ابابا.
وقال القيادى بالحزب الاتحادى قيادة “الحسن الميرغني” ابراهيم الميرغنى إن حزبه تلقى دعوة من رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان لحضور اجتماع الحوار التشاوري السوداني الذي سيعقد بمقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا.
عودة للشراكة :
وفي بداية الاسبوع قالت الخارجية الامريكية إن وزير الخارجية انتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وتناول بلينكن أهمية مشاركة الجيش في محادثات جنيف من أجل وقف إطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية عبر كافة المعابر واستعادة الحكم المدني، فيما قال الرئيس البرهان في تغريدة إنه طالب بلينكن بمعالجة شواغل الحكومة السودانية قبل أي مفاوضات.
وتشير تصريحات الخارجية وتحركات المبعوث الأمريكي الخاص إلى أن إدارة بايدن تريد تحقيق ثلاثة مهام رئيسية من خلال منبر جنيف وهى اتفاق بين الجيش والدعم السريع يقود إلى ايصال المساعدات وفتح مجالات عمل جديدة للمنظمات والجمع بين الأضلاع الثلاثة التي شكلت الانتقال السابق عقب سقوط نظام البشير.
كما يبدو أن أميركا تضغط لانجاز توافق مدني بين الأحزاب السياسية ماعدا الاسلاميين والحركات المسلحة قبل أو أثناء مفاوضات جنيف حيث أوكلت واشنطن هذه المهمة لمصر في مرحلة أولى وللاتحاد الافريقي حاليا.
وقال رئيس المكتب التنفيذى للتجمع الاتحادى بابكر فيصل لـ “العين الأخبارية” إن الاتحاد الأفريقي يمثل المظلة المتفق عليها لرعاية العملية السياسية القادمة “ضمن أطراف منبر جنيف”، مؤكدا أن جهود كافة الأطراف الاقليمية والدولية تم تجميعها في المبادرة الأمريكية.
طريق واحد:
يقول المحلل السياسي منصور الهادى سليم لـ(الأحداث) إن كل هذه التحركات تهدف لجمع فرقاء الانتقال من جديد على أسس أو شروط أميركية لم تتضح بعد، ويضيف “لكنها في كل الأحوال تؤكد أن اميركا تريد الاحتفاظ بقوات الدعم السريع وتمسكها في ذات الوقت بفترة انتقالية تقودها أحزاب الحرية والتغيير وتقدم مع بعض الاضافات التي ترغب فيها.
ويعتقد سليم أن أميركا تريد الاحتفاظ بالدعم السريع عبر جنيف لتتمكن من السيطرة على الأوضاع في السودان وتفجير الصراع مرة أخرى إذا فشلت خطتها البديلة التي تعمل عليها الان.