الجزائر تمهد للحصول على طائرات سوخوي بالتبرع بالميج للسودان
الأحداث – وكالات
ذكر موقع الدفاع مؤخراً أن طائرات MiG-29 الروسية، التي تمتلكها حالياً القوات الجوية الجزائرية، قد تعزز قدرات القوات الجوية السودانية قريباً. يتماشى هذا الأمر المحتمل مع خطط الجزائر لتحديث أسطولها الخاص، والذي يتضمن التسليم المتوقع لطائرات Su-57 و 70 مقاتلة Su-30 الحالية.
طائرات مقاتلة :
وأشار الموقع bulgarianmilitary إلى أن «المشهد الدفاعي الأفريقي مهيأ لتغييرات كبيرة، مما يشير إلى أن وزارة الدفاع الجزائرية قد توفر قريباً فائضاً من الطائرات المقاتلة من طراز MiG-29 المستوردة من روسيا إلى القوات الجوية السودانية». “ومن المثير للاهتمام أن طائرات ميج 29 هذه هي حجر الزاوية في قدرات الطائرات المقاتلة الجزائرية الحالية. يقال إن القوات الجوية الجزائرية تستعد لمزيد من التحديث مع خطط لشراء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس من طراز Su-57 من روسيا في وقت لاحق من هذا العقد. ”
في حين أن هذا التطور ليس جديداً تماماً، إلا أن المناقشات الأخيرة بين المصادر الجزائرية والسودانية أعادت إشعال المحادثات حول الصفقة المحتملة على مدار الـ 72 ساعة الماضية. هذه الأخبار، رغم أنها لا تزال غير رسمية، تأتي بعد نصف عقد مضطرب في السودان، تميز بانقلاب عام 2019 الذي أطاح بالرئيس عمر البشير.
تشير الشائعات عن احتمال تبرع الجزائر بهذه الطائرات المقاتلة الفائضة من طراز MiG-29 إلى تحرك استراتيجي لتعزيز العلاقات بين البلدين. في السابق، أبدت الجزائر استعداداً لتقديم المساعدة العسكرية للمنطقة، مما يؤكد دورها المتنامي في إفريقيا.
قوة مهيمنة :
يسلط خبراء عسكريون مثل ألكسندر جولتز الضوء على أن Su-57 ستوفر للجزائر مزايا كبيرة في العمليات الجوية، مما يعزز مكانتها كقوة مهيمنة في شمال إفريقيا. قد يثير هذا التحول قلق الدول المجاورة مثل المغرب وتونس، مما قد يدفعها إلى تعزيز مواردها العسكرية رداً على ذلك.
بالنسبة للسودان، فإن الاستحواذ على MiG-29 يعزز قدرة القوات المسلحة الوطنية على الحفاظ على السيطرة على المجال الجوي، لا سيما وسط النزاعات الداخلية وتهديدات المتمردين. في حين أن MiG-29 هي نموذج أقدم مقارنة بالمقاتلين المعاصرين مثل Su-57، إلا أنها تظل أحد الأصول القوية لتأمين التفوق الجوي. وهذا يمكن أن يعزز موقف الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.
من الناحية الجيوسياسية، قد تشكل الشراكة الجزائرية السودانية، المدعومة من إيران، معادلات نفوذ جديدة في المنطقة. قد يثير هذا ردود فعل من الحلفاء الغربيين التقليديين والدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي لها مصالح خاصة في السودان. وأشار عالم السياسة هاني نصر إلى أن مثل هذه التحالفات العسكرية يمكن أن تنشئ تكتلات إقليمية جديدة وتعقد الجهود الدبلوماسية الغربية.
في غضون ذلك، قد يستجيب المجتمع السوداني بشكل مختلف، حيث ترحب بعض الفصائل بالمساعدات الخارجية بينما يشعر آخرون بالقلق من زيادة الاعتماد على القوى الأجنبية وتعزيز الحكم العسكري المحتمل.
صفقات مهمة :
التداعيات الاقتصادية لهذه الصفقات مهمة لكل من الجزائر والسودان. بالنسبة للجزائر، يعد شراء Su-57 استثماراً كبيراً. على الرغم من وجود موارد طبيعية وفيرة مثل النفط والغاز الطبيعي، فإن تمويل مثل هذه الصفقة يمكن أن يجهد الميزانية الوطنية، لا سيما بالنظر إلى الحاجة إلى الصيانة والتدريب والبنية التحتية.
يقدر المحللون العسكريون تكلفة طائرة Su-57 بأكثر من 100 مليون دولار، وتخطط الجزائر للحصول على ما يصل إلى 14 طائرة. يمكن أن يكون لهذه النفقات الكبيرة آثار اقتصادية طويلة الأجل، مما قد يضطر الجزائر لتخفيضات الميزانية في مجالات أخرى على تمويل المشاريع العسكرية.
في السودان، الآثار الاقتصادية متعددة الأوجه. على الرغم من التبرع بطائرات ميج 29 الجزائرية، فإن صيانة وتحديث هذه الطائرات القديمة نسبياً سيتطلب أموالاً. قد تزيد هذه التكاليف من إجهاد الاقتصاد السوداني، المثقل بالفعل بالصراعات الداخلية المستمرة وعدم الاستقرار السياسي، مما قد يغذي السخط الاجتماعي.