البرهان في السعودية.. هل تطفئ أمطار الرياض نيران حرب السودان

تقرير – أمير عبدالماجد
وسط زخم المسيرات الشعبية التي خرجت في المدن السودانية المساندة للقوات المسلحة السودانية وقائدها ووسط حديث طويل عن ما يدور في الكواليس بين بورتسودان والقاهرة والرياض وواشنطن وصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وسط هطول الأمطار إلى العاصمة السعودية الرياض، وتأتي الزيارة عقب الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقاءه الرئيس الامريكي دونالد ترامب، كما تجيء زيارة البرهان وسط حديث كثيف عن هدنة غير معلنة وعن ضغط دولي واقليمي للالتزام بهدنة سبق أن طرحتها الرباعية الدولية ورفضها الجيش السوداني وعن مبادرة جديدة تحدث عنها البرهان نفسه وسماها المبادرة السعودية الامريكية المشتركة وعن دخول لتركيا علي خط المبادرات وطرحها التوسط لانهاء الحرب.
وكان الرئيس الامريكي قد صرح عقب لقائه مع الامير محمد بن سلمان أن الامير سيلعب دوراً كبيراً وهاماً في إنهاء الحرب في السودان ما يعني ثقة الامريكيين في قدرة الرياض على انهاء الحرب وتحرك الاخيرة من أجل ايجاد تسوية ما للحرب بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية والقاهرة التي تحركت بصورة كبيرة خلال الايام الماضية والتقى رئيس وزرائها بعدد من المسؤولين الغربيين في إطار جهود مصر لانهاء الحرب فهل بلورت الرياض رؤية لحل الأزمة أم أن الامور لا زالت في مرحلة المشاورات وهل تعني زيارة البرهان في هذا التوقيت ان التقارب بين العاصمتين الرياض والخرطوم يتجه إلى مرحلة التفاهمات وهل هناك رسائل ما في الزيارة.
يقول د.عز الدين الجمري ان الزيارة تنطوي على رسائل عديدة للداخل بان الجيش يمضي بمشروعية كاملة وثقة في شعبه الذي خرج وفوضه لادارة المرحلة وإلى الجهات الاقليمية التي لا زالت تراهن على المليشيا أن الحكومة في السودان لديها المشروعية لادارة البلاد وهي ماضية في عملها ولديها تفاهمات مع قوى اقليمية تملك المال والنفوذ لدعم تحرر البلاد وللعالم بان الحكومة السودانية تستجيب للمبادرات ولا ترفضها وأنها منخرطة في الجهود المبذولة لانهاء الحرب، وأضاف (الزيارة ستزعج بالتأكيد من يراهنون على المليشيا خاصة الامارات التي أصبحت تنظر إلى التحركات السعودية بريبة وتعرف أن الامير محمد بن سلمان لم يعد مهتماُ بالتفاهمات القديمة لان نجاحها وتمكين المليشيا خطر استراتيجي يهدد أمن المملكة ومصر ويمتد إلى كامل منطقة البحر الاحمر لذا ستنزعج من الزيارة خاصة وانها تعلم أن ترامب على خط الهاتف يتابع ما ستسفر عنه الامور)، وتابع (توقعاتي أن ما وصلت له الادارة الامريكية مع السعودية ومصر سيطرح على البرهان خلال الزيارة لذا لا اعتقد انها زيارة في اطار العلاقات الثنائية بل هي زيارة متعلقة بالمبادرة الامريكية السعودية المصرية لان مصر ايضا لها علاقة مباشرة بما يدور في الرياض وهي تعلم تفاصيل ما سيطرح على البرهان)، وقال ( سنرى ما سيتبع هذه الزيارة).
ويرى الخبير الأمني مدني الحارث أن الامور على المستويين العسكري والسياسي جيدة وأن الجيش كما يعمل على المحاور العسكرية في كردفان يعمل على المحاور السياسية ولن يقبل خياراً يرفضه الشعب او تكوين حكومة يرفضها الشعب لان هذا الامر من شأنه أن يخلق فوضى في البلاد لن يتحملها احد ولا أحد سيقبل أن تتحول مبادرة انهاء الحرب إلى وسيلة لخلق فوضى وتشتيت أراء الناس وخلق فتنة بينهم).
ويشير عبد النبي موسى الباحث في تاريخ الصراعات في السودان إلى أن توقيت الزيارة هو ما يجعلها مهمة لان الجميع يترقب الان نقلة نوعية يوافق عليها الجيش وتنفذها المليشيا لا أحد يعلم ماهي النقلة هذه وكيف ستحدث لكن التجربة علمتنا انه لا شيء يكتمل في السودان لا الحرب ولا السلام كليهما لا يكتمل في السودان لذا أتوقع كما بدأت فجأة أن تتوقف فجأة وأن نجد واقعاً مختلفاً عن كل السيناريوهات التي رسمت مسبقاً لان الحرب في السودان لا مثيل لها ولا تشبه الا حرب البوسنة في بعض تفاصيلها وعنفها والتصفيات التي تمت للمدنيين)، وأضاف (اعتقد أن الارض والحرب على الارض تشي بان ايقافاً ما للعمليات العسكرية بات وشيكاً لان كل طرف يسعى الان للتوسع ودخول مناطق جديدة كما أن اعلاء المطالب ورفع السقوفات له ارتباط مباشر بما يدور في الكواليس).



