الأمن السيبراني وحفظ بيانات الحكومة.

محمد عبدالرحيم يس
منذ إنشاء المركز القومي للمعلومات، كان الأمن السيبراني حاضرا في حوكمة البيانات والتحول الرقمي
الحكومية، والركيزة التي تنهض عليها الثقة في الخدمات الإلكترونية..
لم يكن عنصرا طارنا أو تفصيلا إداريا حكوميا، بل بني عليه الفكر المؤسسي المركز منذ بداياته ليكون الحارس الأمين للبيانات.
وقد أدرك القائمون على أمر المركز القومي منكرا، أن التحول الرقمي بلا أمن سيبراني راسخ هو بناء على رمال متحركة، مترجم هذا
الوعي المنظومة من القوانين والتشريعات المتكاملة بدءا بقانون المركز القومي للمعلومات، مرورا بقانون المعاملات الإلكترونية، وصولا إلى اللوائح التي أرست أسمى حماية البيانات وصون الخصوصية تلك التشريعات وضعت السودان ضمن الدول التي استوعبت مبكرا أهمية الإطار القانوني في صون البيانات والمعلومات الوطنية.
وعلى الصعيد الفني والبشرى، كان الاهتمام بتأهيل المهندسين والكوادر المتخصصة داخل المركز أولوية لا تقل شأنا عن التشريعات مشهد العمل تطورا مؤسسيا متدرجا هيكليا ووظيفيا
من مشروع أمن المعلومات من العام 2010، إلى دائرة أمن المعلومات في 2012، ثم إدارة التأمين والعراقية، وصولا إلى مركز أمن المعلومات في العام 2017
ذلك التطور كان انعكاسة بأن الأمن السيبراني ليس ترما تقنياء على ضرورة استراتيجية لحماية بنية الدولة الرقمية واستدامة خدماتها. ومن داخل المركز، انتفت فكرة المصادقة الإلكترونية كأحد أهم مشروعات الثقة الرقسية، قبل أن تتطور إلى وحدة مستقلة مثلث أحد أعمدة الأمن السيبراني الوطني، يقودها جيل من المهندسين الذين أسسوا هذا المسار من رحم التجربة الوطنية.
كما تم إنشاء مركز البيانات الوطني وفقا للمعايير التأمينية القياسية، مما وفر بيئة موثوقة لتخزين البيانات وتشغيل الخدمات الإلكترونية بدرجة عالية من الأمان والاستقرار، وهو ما يتسق مع المعايير المتبعة في الدول الرائدة، التي جعلت من مراكز بياناتها. القاعدة الصلبة لحماية أنظمتها الرقمية الوطنية.
والنوم ونحن نعيد بناء ما تهدم تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز منظومة الأمن السيبراني الوطني توصفها خط الدفاع الأول عن مقدرات الدولة الرقمية، فالتجارب العالمية تؤكد أن الأمن السيبراني أصبح من أهم مؤشرات التنمية الرقمية. بالأمن السيبراني لم يعد خيارا تقنياء بل ضرورة وطنية الحماية الدولة ومستقبلها الرقمي، والدرع الحصين، والمتبع في وجه المخاطر المحتملة، وبوابة عورة الأمن إلى المستقبل.
والعبرة أن تستفيد من التجارب ونحن نعيد بناء دولتنا الرقمية بلقة، وعزم، وإرادة
الحمود القادم تتناول أورنيك مالي ما الإلكتروني التجربة الأكثر تأثيرا على التحول الرقمي في السودان



