اسقاط مشروع المحاور يبدأ بمشروعنا الوطني

علي ادم احمد
الحديث عن الحرب المدمرة التي فرضت على الشعب السوداني لا يمكن أخذه بسطحية وحصره في صراع على السلطة فقط كما تفعل السرديات المضللة التي تتبناها المليشيا واحزابها السياسية والغرف الإعلامية التي تساند في فرض هذه الجدلية المضللة ٠ مشروع الاتفاق الاطاري لم يكن مجرد وثيقة سياسية لمرحلة انتقالية تؤدي لانتخابات حرة ونزيهة يختار في الشعب من يمثله رغم كل الشواهد والمشاهدات الواضحة التي بذلتها الرباعية و السفارات كانت كلها تذهب الى فرض رؤية ومشروع اضخم من انتقال ديمقراطي على اختلافنا في تفسير معنى ديمقراطي ومفهوم السلطة الزمنية المراد تأسيسها في السودان لتكون بداية لسلسلة من التغيرات في منطقة القرن الافريقي وشرق افريقيا وحوض البحر الأحمر ٠ فشلت الحرب في تحقيق أهداف الدول الكبرى والدول الإقليمية المنفذة لهذا المشروع لكن لا تزال هذه القوى مصرة على العمل في تحقيق ما فشلت فيه عسكريا عبر الضغوطات السياسية والاقتصادية والعقوبات على السودان كدولة وقياداته التي وقفت ضد هذا المشروع الاستعماري ٠ القوات المسلحة أظهرت قوة وصلابة في إفشال هذا المشروع وهي الاحرص على حماية الدولة ومكتسباتها السياسية والثقافية الحضارية في ظل انهيار مؤسسات الدولة لكن المرحلة تتطلب رؤية سياسية وطنية جامعة من القوة السياسية المدنية الداعمه لاستقرار الدولة بعيدآ عن الشعارات والتحشيد الفوضوي ٠ فشلت حكومة الامل في أداءها بامتياز ولا يمكن أن تنتج اي عملية أو رؤية سياسية تخاطب بها المجتمع الدولي عن معاناة الشعب السوداني جراء الاانتهاكات التي تقوم بها دول الاقليم بصورة مكشوفة ووقحة فشل حكومة الامل لا يرتبط بالأشخاص بقدر ما يتعلق بغياب منهجية واضحة وخطة عمل ترتكز على خطاب سياسي جدي يفعل من الأحزاب الداعمه للاستقرار صحيح الأزمة التي نعيشها مركبة تتقاطع فيها عوامل إقليمية ودولية الا ان العامل الداخلي هو الأكثر تأثيرا في الراهن الذي نعيشه حتى مجلس السيادة وقع في أخطاء التقديرات والحسابات في تعين حكومة الامل لقد صب كل اهتمامه في مخاطبة الخارج والإقليم خشيت من إرهاب دول الاقليم الضالعة في الحرب بصورة مباشرة كالامارات أو السعودية التي تريد ان تحارب فصيل سياسي معين في السودان والمنطقة من أجل تحقيق رؤية سياسية كلية في المنطقة مدعومة من الدول الكبرى ٠ نقدنا لحكومة الامل لا يتعلق باختيار الأشخاص بل يتجاوزه ما نحتاجه في هذه المرحلة هو مشروع وطني يصمم من الأحزاب والقوى الوطنية الفاعلة المشاركة في معركة الكرامة هذه المرحلة تحتاج لرؤية أوسع تتجاوز المصلحة الضيقة والمحاصصة والمناطقية تحتاج لقيادات استثنائية مدركة لخطورة هذا المشروع وأبعاده السياسية و الثقافية الحضارية اسقاط مشروع المحاور يبدأ بمشروعنا الوطني السياسي الحضاري الثقافي ٠


