استمرار صادر ذهب السودان إلى دبي.. الأسباب والدواعي
تقرير – رحاب عبدالله
رغما عن التوترات السياسية بين السودان والإمارات وفي ظل جمود العلاقات بين البلدين، والاتهامات التي تلاحق الإمارات بدعم وتمويل مليشيا الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني، الا ان تصدير الذهب للامارات ما زال مستمراً وذلك بإقرار وزير المالية د.جبريل ابراهيم، الذي أكد أنّ جزءاً من صادر الذهب لايزال يتم تصديره إلى دبي رغم توتر العلاقات مع دولة الإمارات بسبب رغبة بعض مصدري القطاع الخاص في ذلك، مشيرا إلى سعي السودان إلى إيجاد بدائل وأسواق جديدة في هذا الصدد ، وتوقع حدوث تحول كبير في هذا الشأن في القريب العاجل.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن الحكومة السودانية مازالت تصدر الذهب وبكميات كبيرة الى دولة الإمارات العربية المتحدة الممول الرئيسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
ومعلوم أن السودان والإمارات تبادلا طرد الدبلوماسيين في شهر ديسمبر الماضي وهي نفس الفترة التي إرتفعت فيها وتيرة تصدير الذهب للإمارات من السودان بصورة جنونية.
الضرورات تبيح المحظورات:
ويؤكد خبراء اقتصاد استحواذ الإمارات على صادرات الذهب السوداني منذ توقيع العقوبات الغربية عليها بسبب تفضيل التجار لها لتقديم تسهيلات لهم واستمر ذلك بعد رفع العقوبات.
وأكد السكرتير الاعلامي لشعبة تجار ومصدري الذهب عاطف أحمد، استمرار صادر الذهب من السودان للامارات.
ورغم تأكيده خلال حديثه ل(الاحداث) ان الكميات التي يتم تصديرها ليست كبيرة لكنه قال إن الصادر مستمر بوتيرة معقولة ومجزية للشركات.
وعزا عاطف التمسك بتصدير الذهب إلى الإمارات لأن إجراءات الصادر تواجه عراقيل بسبب انقطاع وتذبذب شبكة الاتصالات والانترنت والتي أثرت سلبا في حركة تداول الأموال، مشيرا لسهولة إجراء تحاويل مالية من الإمارات ، في وقت تواجه تعقيدات كبيرة مع دول أخرى.
ودعا عاطف للنظر إلى مصالح السودان الاقتصادية والتعامل مع العائد السريع، وشدد على أهمية أن ينعكس القرار السياسي على الاقتصاد بالفائدة.
وعزا عاطف احمد تصدير الذهب إلى بورصة دبي لان بقية الدول حركتها مقيدة في التعاملات ولكن دبي بها تسهيلات ما جعلها مفضلة لتجار السودان.
استحواذ الإمارات على الذهب:
وظل بنك السودان المركزي يعلن شراء الإمارات كل الذهب المنتج ، حيث اعلن تصدير الذهب إلى الامارات في النصف الأول من عام 2022 (يناير – يونيو) ، والتي بلغت عائداته حينها مليار و314 مليون و962 ألف دولارا أمريكيا.
الكميات المشتراة:
وبلغت الكميات التي أشترتها الإمارات بحسب الموجز الاحصائي لتجارة السودان الخارجية للنصف الثاني من العام المالي 2022 وفقا لبنك السودان، حوالي 21.832 كيلو جرام من الذهب الخالص، وهو يزيد عن ما تم تصديره لذات الفترة من العام 2021 بحوالي 5 كيلو جرام.
وأكدت متابعات (الأحداث) أنه في شهر نوفمبر وديسمبر ٢٠٢٣ ويناير ٢٠٢٤ شهد تصدير شحنات الذهب من السودان إلى ابوظبي تزيد عن ثلاثة طن ونصف من الذهب وصلت الى هناك دون عوائق وبموافقة الحكومة.
وكان رئيس الجسم التمهيدي لمصدري ومنتجي الذهب عبد الحكيم مأمور اعلن عن تصدير 3 أطنان و700 كيلو جرام من الذهب خلال ثلاثة أشهر.
هدف تصدير الذهب الى دبي:
ويتساءل كثيرون عن الغرض من تصدير الذهب للامارات وهي المتهم الاول بدعم وتمويل مليشيا الدعم السريع التي تقاتل الجيش وتدمر السودان.
ويقول الخبير الاقتصادي د.محمد الناير إن الميزان التجاري مع معظم الشركاء التجاريين ظل يشكل عجزا في السنوات الماضية ولكن مع الإمارات يحقق فائضا بسبب صادرات الذهب.
موافقة الحكومة:
وتقول بعض شركات تصدير الذهب، إن السياسات التي تنتهجها الدولة تجاه الذهب، تعرقل تصديره ولا تمكن بنك السودان من توفير احتياطيات كافية منه.
مبررات التصدير:
ويبرر مصدرين تصدير الذهب إلى دبي لانه السوق الأقرب للمصدرين السودانيين فلا توجد دولة أخرى قريبة في المنطقة ولديها القدرة على التعامل مع ذهب السودان سوى الإمارات، واكد مصدرين ان التصدير يتم بعلم وموافقة الحكومة.
والشاهد ان صادر الذهب السوداني أكبر بكثير من التقارير المعلنة من البنك المركزي السوداني نتيجة لتقلب السياسات المصرفية فضلا عن ان 80% من التعدين تقليدي ولذلك يسعى المنتج للبحث عن الأسعار المجزية في ظل القيود المفروضة عليه من الجهات البنكية لأجل عائد أفضل لذلك يسعى كثيرون لتهريب المعدن الأصفر.