تقارير

اتفاق كباشي والحلو بشأن المساعدات الإنسانية.. (الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء

برطم: الخطوة تؤكد اهتمام الطرفين بمصلحة وسلامة الإنسان السوداني

قيادي بالعدل والمساواة: الخطوة تسهم في تخفيف وطأة الحرب على المدنيين

كمال عمر : نؤيد أي اتفاق يفيد المواطن السوداني

مدافع عن حقوق الإنسان: نتمنى أن يكون الاتفاق بداية حقيقية لإيقاف الحرب

الشواني: الاتفاق شاهد على وجود مشترك بين الجيش وحركة الحلو في أولوية وصول المساعدات

وجد الاتفاق المفاجئ الذي وقع بين نائب القائد العام للجيش السوداني عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو، بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا حول إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في مناطق سيطرة الطرفين بجنوب كردفان ترحيباً واسعاً من القوى السياسية السودانية التي اعتبرته إختراق كبير في ملف المساعدات الإنسانية وأنه يمثل نموذج لإيصالها للمدنيين في جميع أنحاء البلاد، ودعت إلى تطبيقه في بقية المناطق.
(الأحداث) استنطقت عدد من السياسيين حول الخطوة وانعكاساتها على البلاد في المساحة التالية.

الأحداث – آية إبراهيم

التقى عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي بجوبا رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو.
وناقش اللقاء الأزمة السودانية وتبادلا الرؤى حول الحلول، للملف الإنساني وإيصال المساعدات والحل السياسي، واتفقا على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها داخل البلاد، كما اتفقا على عقد اجتماع خلال أسبوع لوفد من حكومة السودان ووفد من الحركة الشعبية شمال للتوقيع على وثيقة خاصة بالعمليات الإنسانية في المنطقتين.

اهتمام طرفين
ولفت عضو مجلس السيادة السابق أبوالقاسم برطم إلى أن الاتفاق خطوة ممتازة تؤكد اهتمام الحكومة والحركة الشعبية جناح الحلو وحرصهما على مصلحة وسلامة الإنسان السوداني أولاً.
وحول تأثير الاتفاق وانعكاساته على الملف السياسي، قال برطم لـ(الأحداث) “في الظرف الراهن لا أعتقد تأثير الخطوة على الملف السياسي بشكل عام”. وبرر حديثه بأن الملف السياسي وضعه مبهم في ظل عدم حسم التمرد العسكري لمليشيا الدعم السريع.

موقف أساسي
ورحب القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر بأي لقاء يقود لترتيبات تفيد المواطن السوداني أياً كان الإقليم والطرفين.
وأكد عمر لـ(الأحداث) تأييده لأي عمل إنساني، وقال “نحن دعاة سلام وموقفنا الأساسي أي موقف سياسي يقود لمزيد من اللقاءات لأطراف الحرب نؤيده”.
وشدد على ضرورة أن يقود الاتفاق لترتيبات إنسانية أخرى وأن تمضي جميع اللقاءات في اتجاه سلام حقيقي بالبلاد، وقال “لم تكن الحرب في أي وقت من الأوقات إيجابية فحرب الجنوب كان نتيجتها إتفاق سلام بعد حرب دامت سنوات”، مؤكداً أن السلام يوحد البلد ويأتي بالديمقراطية ويحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية.

تعزيز تواصل
وثمن نائب أمين الإعلام بحركة العدل والمساواة القيادي بالحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” حسن إبراهيم فضل الاتفاق، واعتبره خطوة من شأنها أن تعزز التواصل مع جميع المعنيين في البلاد وتسهم في تخفيف أعباء ووطأة الحرب التي أثرت كثيراً على المدنيين.
وقال فضل لـ(الأحداث) إن موقف الحلو يتسق مع الهبة الوطنية الجامعة والمنخرطة في معركة الكرامة من أجل تطهير البلاد من دنس التمرد وإعادة تطبيع الأوضاع الإنسانية في مختلف ولايات السودان، ولفت إلى أنها خطوة تحسب لعبدالعزيز الحلو الذي يعكس تفهم عميق لما يجري ويحاك ضد الوطن وشعبه.

توجه خط
بالمقابل قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي محمد بدر الدين إن اللقاء يحسب لخط وتوجه الفريق أول الكباشي وربما مجموعة كبيرة داخل القوات المسلحة وبعض عقلاء النظام السابق، وأضاف “هذا التوجه هو الدعوة إلى الحوار مع الطرف الآخر ووقف الحرب”.
وأشار بدر الدين لـ(الأحداث) إلى أن خط الفريق أول الكباشي وتوجهه هذا بدأ خافتاً عند خروجه من القيادة العامة وحديثه في وادي سيدنا ثم حديثه في بورتسودان وتطور هذا الخط بما جرى في البحرين ثم حديثه الأخير في القضارف الذي رفض فيه تكوين أي مجموعة عسكرية (الاستنفار الشعبي) خارج إمرة القوات المسلحة، وأوضح خطورة ذلك على أمن البلاد اعتباراً بالتجارب السابقة.

بداية مبشرة
واعتبر المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان معز حضرة أن اتفاق كباشي والحلو خطوة ممتازة وبداية مبشرة يمكن أن تحل مشكلة من المشاكل، ودعا أن تتبعها اتفاقيات أخرى حتى تعم المساعدات الإنسانية جميع البلاد.
وطالب حضرة في تصريح لـ(الأحداث) بأن يجد الاتفاق الدعم خصوصاً وأن النواحي الإنسانية لم تجد الإهتمام الكافي، وقال هو موقف سليم نتمنى أن يكون بداية حقيقية لإيقاف الحرب التي أثرت على الإنسان السوداني في جميع البلاد التي تدخل مرحلة المجاعة.
وشدد على ضرورة أن تكتمل الخطوة باتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية كاملة لجميع أنحاء السودان.

خطوة عظيمة
رئيس المجلس العام للتيار الوطني سليمان الغوث وصف الخطوة بالعظيمة، وقال نحن أحوج مانكون لها في ظل الظرف التاريخي البائس الذي تمر به البلاد وأن يتوافق المتحاربون على ضرورة إيلاء الأولوية للمساعدات الإنسانية.
وثمن الغوث في تصريح لـ(الأحداث) التفاهمات وتمنى أن تتوج باتفاق لتسهيل الملف الإنساني رفعاً للمعاناة المترتبة على الحرب على الشعب وتقدم بالشكر لقيادة الجيش وعبد العزيز الحلو لالتفاتهما لهذا الملف الهام.

اختلاف جوهري
ويرى الأمين السياسي لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية هشام الشواني أن الاتفاق مهم في الظرف الحالي للسودان وأنه جاء في وقته ويقف شاهداً على وجود ثابت ومشترك مهم بين الجيش السوداني ومجلس السيادة وبين الحركة التي يقودها الحلو يتمثل في أولوية وصول المساعدات الإنسانية عبر مسارات مباشرة للمواطن بدون فرض أجندة سياسية على أي طرف.
وقال الشواني لـ(الأحداث) الاتفاق يختلف جوهرياً عما قيل في مؤتمر باريس السابق بخصوص المساعدات وبين موقف مليشيا الدعم السريع وحليفها السياسي في جبهة (تقدم)، فموقف هؤلاء يقوم على فرض أجندة سياسية من خلال المساعدات وربطها بشروط سياسية مع إمكانية وصول للأرض دون تنسيق مع الحكومة لذا الفرق كبير وهذا الاتفاق وجد ترحيباً من الجميع.

إعادة حياة
بدوره رحب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بالاتفاق وتقدم بالشكر لدولة جنوب السودان التي نظمته ورعته.
وقال مناوي في منشور على صفحته بالفيسبوك إن اتفاق تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الحكومة والحركة الشعبية – شمال سيُعيد الحياة لمواطني ولايتي جنوب وغرب كردفان.

مشوار بناء
إلى ذلك اعتبر التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية الذي يترأسه تكليفاً مبارك أردول اللقاء خطوة في مشوار بناء الثقة بين الأطراف في المنطقتين وأهاب جميع القوى الشعبية والمكونات المختلفة في المنطقتين الاتفاق بدعم مخرجات اللقاء وإرساء أرضية مساندة لتنفيذه ودفع الأطراف للتوصل لحل نهائي للصراع في البلاد.
وأشاد التحالف في بيان تحصلت (الأحداث) على نسخه منه بحكمة حكومة السودان والحركة الشعبية شمال لاستجابتهم للأوضاع الإنسانية المتردية في المنطقتين سيما جنوب كردفان – جبال النوبة حيث تعيش المنطقة في مجاعة حقيقية، وتدعو لوصول المساعدات دون أي عوائق.
ودعا السلطات بالمنطقتين والمنظمات المحلية وقيادات المجتمع بسرعة ترتيب الأولويات والاستفادة من الفرصة لتحقيق أكبر مكسب يعالج احتياجات المواطنين.

حاجة ملحة
ودعا حزب الأمة القومي إلى الإسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين كباشي والحلو حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بالسرعة المطلوبة استجابةً للحاجة الملحة لإنقاذ حياة آلاف المواطنين.
وجدد الحزب في بيان مناشدته لقيادة القوات المسلحة وقيادة مليشيا الدعم السريع بضرورة الالتزام بتنفيذ ما اتفقا عليه في البروتوكول الإنساني “الموقع بين الطرفين في جدة”.
وقال إن الأزمة الإنسانية المؤلمة الحالية حلها الجذري يكمن في وقف “الحرب اللعينة” ليعود المواطنون إلى وطنهم لاستئناف حياتهم بالصورة الطبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى