رأي

أين حميدتي ؟

 

د.عبدالعظيم عوض

*تساءلت الصحيفة الأمريكية وول استريت جورنال مؤخرا عن حميدتي ومكان اختفائه خاصة انه لم يظهر إلا مؤخرا بعد غياب شهور طويلة، وكان ذلك عبر خطاب مسجل صوتا فقط اعترف فيه بهزيمة قواته في مختلف محاور القتال.

*قالت الصحيفة المحافظة في مقالٍ رئيسي لها إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي لم يظهر علنا منذ أشهر ، مما أثر سلبا على معنويات قواته، أشارت إلى أن عدم ظهور حميدتي أثار تكهنات بشأن مكان وجوده وتولي شقيقه قيادة القوات في إشارة لعبدالرحيم دقلو الأخ الأكبر غير الشقيق لزعيم التمرد.

 

*ونقلت الصحيفة عن من وصفتهم بمسؤولين ونشطاء سودانيين قولهم، إن غياب حميدتي أثر سلبا على معنويات مقاتليه، مشيرةً إلى إنسحاب المئات منهم من العاصمة باتجاه منازلهم في دارفور والحقيقة، إن العديد من المصادر القريبة من مليشيا آل دقلو ظلت تتحدث في الآونة الأخيرة عن أن معظم مقاتلي المليشيا باتوا يشعرون بأن قائدهم قد تخلى عنهم ، في وقتٍ ازدادت فيه ضربات القوات المسلحة في مختلف المحاور بدرجة لم يجد العدو امامه سوى الهروب من الميدان تاركا من ورائه آلياته واسلحته وجثث قتلاه ، وهي الضربات الموجعة التي استردت علي أثرها القوات المسلحة ومعاونيها من القوات المشتركة والمستنفرين معظم المدن والاحياء التي كانت حتي وقت قريب تحت قبضة المليشيا.

 

*والذي لم تقله الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت، صراحةً، وإن كان مقروءاً بين السطورهو أن الخطط الاستراتيجية التي نفذها الجيش السوداني بهجوم كاسح جوا مدعوما بقوات مدربة من المشاة بدايةً من سبتمبر الماضي هي التي اسكتت المليشيا وجعلت الهروب والنجاة هو الخيار الوحيد امامها ، وهو هروب ظل بعض مستشاري حميدتي يصفونه بالانسحاب التكتيكي وما دروا انهم يكذبون علي أنفسهم وعلى بعض السذج من أنصارهم.

 

*وتبقى الحقيقة التي لا جدال حولها هي أن القوات المسلحة استطاعت بمهنية عالية التجهيز والتدريب أن تعمل منذ بدء هذا العدوان المليشي علي امتصاص الصدمة الأولى بصبر وجلد وروحٍ قتاليةٍ عالية ، ثم انتقلت من بعد ذلك للمرحلة التانية والمعادلة الصعبة وهي عدم الإضرار بالبنية التحتية بقدر الإمكان والتصرف باحترافية لتقليل الخسائر إلى الحد الأدنى.

 

*إذن مالم تقله الوول استريت جورنال عن سر اختفاء حمديتي هو هذه الضربات الموجعة التي ظل يتلقاها جيشه المندحر والمنتحر، وسط تهليل وفرح شعبي شمل كل السودانيين، وبذات القدر سخط وكراهية له ولظهيره السياسي من معظم فئات الشعب السوداني الذي كان يحلم بحكمه والتحكم فيه بعد أن يجلب لهم ديمقراطية الوهم ومدنية الكذب والاستهبال والعبط الذي جر العبطاء من ناشطي قحت للجري من خلفه أملا في العودة إلى سلطة باتت فقط في الأحلام وكسرابٍ يحسبونه ماءً … بئس الحلم والخيال.

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى