أنواط البطولة

 

محمد حامد جمعه نوار 

إن كان الرجال الذين يقطعون المسافات .تحت القصف والقنص والأرض الملغومة موتا وغدرا .إلى القيادة العامة وسلاح الإشارة .أبطالا فإخوتهم الذين في تلك الجبهات والنواحي والذين يشرفون على العام الثاني .أكملوا أنواط البطولة وحازوا أختامها بلا شك .فقد كانت (القيادة) و(الإشارة) و(المدرعات) جزر يحاط ببحر من الظلمات يضاء بالحمم والرصاص . وبلا خط إمداد أو فضاء خلفي للتنظيم وبلا إستعواض . فمن يستشهد لا يخلفه بديل إلا من نفس الصف .ومن يصاب يتعافى بالصبر والجسارة .وما إنكسر اللواء أو تعثر .

كلنا نعلم موقع القيادة العامة . عدو يتربصة بها من الجهة الجنوبية حيث جزء من بيت الضيافة ومباني جهاز المخابرات العامة . وجزء من محيطها الجنوبي الغربي .وكذلك منطقة خلف المطار شرقا تجاه حي الصفا وقليلا إلى الشمال حيث بري .هذا يكتمل بمساقط نيران من الرياض والمدينة الرياضية واركويت .بل ومن شرق النيل وكوبر .

2

يكون السؤال كم هو عدد الرجال من الجيش السوداني وسط هذا الجحيم . وهم في وسط الدائرة الحمراء حيث تجمع نقاط حشد العدو . الذي كان بالالاف .مفصولة بتمييز تحزيم المئة لكل ألف ! كم كان يقابلهم .على الأرجح الف من عناصر الجيش . فهل هذا يطرح السؤال البدهي كم جياشيةقبالة دعامي بحساب (مان تو مان) دع عنك فوارق الإمداد بالذخيرة وتبدل مواجهات المهاجمين وبالضرورة تنوع موجات المهاجمين . من حيث التشكيلات والتسليح .ورغم كل هذا فشل العدو لقرابة العامين في رفع رأيته على سارية بوابة القيادة العامة وظلت رايح الاسود المدعمة بالابيض خالصة للجيش للان تخفق

3

ومثل هذا سلاح الإشارة ببحري . وهو سلاح فني غير قتالي بالمعني الحرفي الذي قد يجعل مخزن سلاحه يضم تجهيزات كافية لطارئ بمثل حجم بدايات حرب 15 أبريل .لكنه كان قلعة صامدة رغم أن أمامه المنايا وخلفه النيل الأزرق . صمد كذلك ذات الرجال .إستعواض شهيدهم الدعاء وموثوق العهد .وعافية جريحهم في نفر من المتطوعين مدنيين وعسكر (قصتهم نحكيها حين ميسرة ) . لكن وفى اولئك الرجال ما مقامه صدر المستحيل .ويستحقون قبل بقية إخوانهم بواسل الكرامة ومعهم كل أوسمة الشجاعة وكامل نقاط الوطنية المنزوعة الرياء .

الذي حدث في القيادة والإشارة يعني فقط . إن الشجاعة تقلب الكثرة . وأن هذا القول السوداني الشعبي القديم مزقه الرجال وعكسوا معناه .

التحية لكل الرجال الصناديد بالمهندسين و بالمدرعات . وتحية أخص لرجالنا بالقيادة العامة وسلاح الإشارة . لا نتملقكم لكن من لا يرى بعد كل هذه الإبانة بالأحوال والظروف فهو أعمى وضال . ونحن نبصر بلا قذى ونرى بلا غبش.

Exit mobile version