تقارير

أم درمان تستقبل رمضان بين الخوف والأمل

 

الأحداث – وكالات

استقبل سكان محلية كرري بأم درمان مقدم شهر رمضان بنشاط وحيوية واضحين، وهم يجولون في الأسواق المحلية حتى ساعات متأخرة من ليل الجمعة.

تجربة الصيام خلال الحرب المشتعلة في السودان منذ نحو عامين ليست جديدة، فهذا هو موسم الصيام الثالث الذي يأتي والسودانيون لا يزالون يقاسون ويلات المعارك وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية.

وبينما يعتمد المواطنون بشكل رئيسي على المطابخ الجماعية في توفير الطعام، تواجه هذه المطابخ بدورها مشاكل كبيرة تهدد بإغلاقها بسبب تقليص التمويل.

 

استعادة الماضي:

وفي حارات حي الثورة بمحلية كرري بدت الحياة وكأنها تستعيد شيئا من ماضيها ما قبل الحرب، إذ شهدت بقالات المواد التموينية وجزارات اللحوم ومساحن البهارات على طول شارعي النص والشنقيطي ازدحاما كبيرا ليل الجمعة.

 

إبراهيم الطاهر، صاحب “مسحنة للبهارات” ومحل لبيع البقوليات والكركردي والتبلدي، المشروبان المفضلان في رمضان، قال لـ”الترا سودان” إنه أحس في ليل الأمس بأن الحياة عادت فعلًا إلى طبيعتها بعد فترات ركود طويلة بسبب الحرب وحالة الحذر التي عمت المنطقة طيلة عامين.

 

وأضاف الطاهر: “في يوم الجمعة والأيام التي سبقته، استطعنا أن نبيع كل بضاعتنا، بل اضطررنا، لجلب بضاعة جديدة حتى نكفي كل زبائنا”.

 

ويتابع تاجر البقوليات: “كان الإقبال كبيرًا على طحن “الويكة” الوجبة الرئيسية المصاحبة للعصيدة في إفطار رمضان، وأيضًا فرم الكبكبي لإعداد الطعمية – الفلافل، إضافة إلى حركة شراء نشطة للكركدي والقونقليز- التبلدي، إضافة إلى الفول المسحون – الدكوة، إلى جانب فرم اللحوم الصافية، وبالطبع التركيز الأكبر كان على البهارات بداية من الشطة وليس انتهاء بالفلفل والشمار وغيرها”.

 

نشاط أسواق:

بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في مناطق متفرقة من ولاية الخرطوم، بدأت أعداد كبيرة من المواطنين بالعودة إلى منازلها، لاسيما في مدينة بحري وأحياء محلية كرري ومناطق أخرى في أم درمان، كما شهدت الأسواق نشاطا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، إذ توفرت البضائع وبدأت المحلات الصغيرة داخل الأحياء السكنية تشهد بعض الحيوية والحركة.

 

ويقول أحمد عثمان، أحد سكان كرري بأم درمان لـ”الترا سودان”: نعم هناك مخاطر، فقوات الدعم السريع لا تزال تقصف المنطقة بشكل متعمد وتستهدف في مرات كثيرة تجمعات المواطنين مثل الأسواق، وآخرها قصف سوق صابرين في الثورة ما أدى مقتل عدد كبير من الأبرياء”.

 

ويضيف عثمان: “لكن رغم المخاوف الأمنية والمخاطر، الناس باتت مصرة على استعادة حياتها، وتأمل أن تتوقف كل مظاهر الحرب أخيرًا ، فتجربة النزوح واللجوء أذاقت الجميع ألوانًا من العذاب، وأصبحت العودة إلى الموطن، أو البيوت هي الحل الأسلم لدى الكثيرين”.

 

ارتفاع أسعار :

التاجر إبراهيم الطاهر يقر بارتفاع الأسعار في بعض المواد، ولكنه يبرر ذلك بظروف الحرب والمخاطر التي يخوضها التجار الصغار في سبيل توفير السلع للمواطنين داخل أحيائهم، إضافة إلى مشاكل توفر العملة وندرة بعض المواد الأساسية وصعوبة الحصول عليها، لكنه يشير إلى انخفاض عام في أغلب أسعار السلع، ما يجعلها سهلة الشراء.

 

ويتابع الطاهر: “هناك مشاكل سيولة نقدية كبيرة، وأغلب الناس بلا مال، يعتمدون على التحويلات البنكية، ويشترون حاجاتهم بمقدار”.

 

رغم حالة الضيق التي يحسها المرء في أم درمان ومناطق أخرى من العاصمة الخرطوم وبقية ولايات السودان، إلا أن المواطنين يبدون فرحين بمقدم الشهر الكريم، آملين في أن تشهد أيامه المباركة نهايات أزمة الحرب التي طال أمدها.

 

نقلا عن “الترا سودان”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى