الفنان مصطفى السني: غناء الرجوع للوطن سيطر على ساحة الغناء
الملحن عماد يوسف: هذه الأغنيات لسان حال الناس
الناقد أمير أحمد السيد: بعد الحرب ستسود الأغاني الواقعية وتتراجع أغنيات الحماسة
الفنان مبارك البنا: هذا غناء حنين يعبر فقط عن مرحلته
الأحداث – ماجدة حسن
ظهرت أغاني جديدة عن عودة السودانيين إلى ديارهم، ووجدت نصيباً واسعاً من التداول، تتشابه في عنوانها (العودة) وتتصل بوجدان الحنين والشوق للوطن.
راجعين
غنى الفنان صديق عمر (بترجع الخرطوم حليوة)، وغني سامي المغربي (العودة للسودان)، ومن كلمات الطاهر علوب غنى خالد شبشة (العودة للخرطوم)، وغنى أبوالقاسم ود دوبا (راجعين مدني والخرطوم)، والكثير من الأغنيات حيث تغنت هبة جبرة بأغنية (راجعين)، وظهرت اغنية (يمين راجعين)، راجعة ياخرطوم، وراجعين الخرطوم، (لي بحري راجعين) و(العودة لأم درمان).
سيطرة على الساحة
الأغنيات في مجملها تعبر عن حالة فقد وشوق، موجة غناء جديدة كأنها تؤرخ لحقبة غناء جديدة، غير أن الفنان مصطفى السني أكد أنها موجة غناء لكنها ليست جديدة ولن تكون بداية غناء جديد، وقال السني في حوار مع (الأحداث) ينشر لاحقاً أن حالة النزوح داخل السودان واللجوء خارج الوطن هي التي عرفت الفنان بالمعني الحقيقي للغربة لذلك أصبح لديهم أغنيات لها علاقة بالوطن يسمعونها في بيئة مختلفة بحنين مختلف: لا أعتقد أنها ستكون بداية غناء جديد لكن هذه الفترة ستتميز بالغناء الوطني والرجوع والعودة ستكون هي المسيطرة على الساحة وأنا كذلك في أول أيام العيد تغنيت بأغنية (الخرطوم) كلمات الشاعر محمود الجيلي وألحان أحمد المبارك، لأني أرى أن هذا هو الوقت الذي يفترض أن نغني فيه للوطن حتى ترجع الخرطوم معافاة سالمة غانمة.
لسان حال
الملحن عماد يوسف يعكف على تلحين عدد من الأغنيات الوطنية في ذات الإطار، ولا يرى غرابة في انتشار هذه الأغنيات في هذا الوقت وقال: “أنا أرى أن هذا هو الدور الطبيعي الذي من المفترض أن يقوم به الفنان بأن يكون لسان حال شعبه ووطنه. وأضاف أنه لاحظ أن كل تلك الأعمال تتكلم عن العودة للوطن والنزوح، وأردف “حقيقه لأول مرة في تاريخ السودان الناس تطلع مجبورة مقهورة لذلك كان الإيقاع سريع وواضح وحزين أتمنى السلامة للوطن والصحة والعافية لكل النازحين جميعنا اكتوينا بنار هذه الحرب نتمنى أن تضمد هذه الكلمات الجراح”.
غناء واقعي
وتوقع الناقد الصحفي أمير أحمد السيد أن ينتشر هذا النوع من الغناء وأن فترة ما بعد الحرب ستكون فترة الغناء الواقعي، وقال في حديثه ل(الأحداث): “أتوقع في الفترة القادمة أن ينتشر هذا النوع من الغناء أو غناء الحنين بصورة عامة وفي اعتقادي أن مرحلة ما بعد الحرب ستكون مرحلة جديدة في تشكيل وجدان الإنسان السوداني وأتوقع أن يكون الغناء أكثر واقعية مع تراجع غناء الحماسة وكثير من أغنيات التراث السوداني ستسود المدرسة الواقعية في المرحلة القادمة في كل دروب الفنون”. ويضيف “أهل أمدرمان بطبعهم عندهم حنين كبير جداً وتحيز للمكان بصورة غير طبيعية وارتباط وجداني بالمكان وبأهله مثلاً بدأ سكان الموردة في العودة السريعة من محلية كرري استوقفني في ذلك المشهد البكائي بين الجيران لم يبكوا على بيوتهم التي نهبت بل كان ألم الفراق وحنينهم للمكان هو الحدث الحقيقي”.
ويرى الفنان مبارك البنا أن هذا غناء حنين واشتياق يعبر عن مرحلته فقط وليس لون جديد من الغناء.